صلاة الجمعة قبل الزوال

[email protected]

سئلت اللجنة الدائمة عن صلاة الجمعة قبل الزوال بساعة لضرورة دخول العمل وأشار السائل إلى أنهم، إن لم يصلوا الجمعة قبل دخول العمل لم يتمكنوا من صلاتها؟ فكان الجواب:
في تحديد أول وقت صلاة الجمعة خلاف بين العلماء فذهب أكثر الفقهاء أن أول وقتها هو أول وقت الظهر وهو زوال الشمس فلا تجوز صلاتها قبل الزوال بكثير ولا قليل ولا تجزئ، وذهب الإمام أحمد بن حنبل وجماعة إلى أن أول وقتها هو أول وقت صلاة العيد، أما الزوال فهو أول وقت وجوب السعي إليها واستدلوا لجواز صلاتها قبل الزوال بقول جابر "كان رسول الله يصلي - يعني الجمعة - ثم نذهب إلى جمالنا فنريحها حين تزول الشمس" رواه مسلم ولقول سلمة بن الأكوع كنا نصلي مع رسول الله الجمعة ثم ننصرف وليس للحيطان فيء" رواه أبو داود. ويجمع بين الأحاديث أن رسول الله كان يصليها بعد الزوال أكثر الأحيان ويصليها قبل الزوال قريبا منه أحيانا، وعلى هذا فالأولى أن تصلى بعد الزوال رعاية للأكثر من فعل النبي وخروجا من الخلاف، وهذا مما يدل على أن المسألة اجتهادية، وأن فيها سعة فمن صلى قبل الزوال قريبا منه فصلاته صحيحة إن شاء الله، ولا سيما مع العذر كالعذر الذي ذكره السائل أ.هـ.
وعلى هذا يكمن قياس من هذه حاله ممن اضطر لإقامة صلاة الجمعة قبل الزوال كمن كان موعد إقلاع رحلته قبيل الزوال أو موعد نوبته في العمل الذي يتعذر تركه ونحو ذلك من الأعذار التي تطرأ على المكلفين، وهذا فيه تيسير لأداء هذه العبادة العظيمة له أصل في الشريعة وهو من رحمة الله بعبادة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي