قلة وعي المستهلك والمزارع تزيد من أخطار المبيدات الزراعية
يكثر هذه الأيام الحديث عن ارتفاع أسعار الخضار وأجدها مناسبة سانحة للحديث عن جانب مهم يتعلق بالخضار وتأثيره الصحي في صحة الإنسان وهو الأخطار والأضرار الصحية للمبيدات الزراعية التي يضعها المزارعون على الخضار, خاصة أن الكثير من المزارعين لا يتقيدون بأوقات ومدد رش ووضع هذه المبيدات فيتم قطفها وإنزالها للأسواق وهذه المبيدات ما زالت موجودة ما يؤثر في صحة الإنسان خاصة أن الكثير من المواطنين ليس لديهم الوعي الكافي تجاه ذلك فلا يقومون بغسل الخضار بالشكل المطلوب فتتراكم هذه المبيدات على شكل سموم في أجسامهم مسببة الكثير من الأمراض الخطيرة.
وبحسب بحث اطلعت عليه المهندس الزراعي زكي العباس في موقع فرع وزارة الزراعة في القطيف فإنه يجب عند استخدام المبيدات الكيميائية مراعاة أمرين مهمين: أولا:- معرفة خطر المبيدات الكيميائية حيث إن المبيدات عبارة عن مادة أو مواد كيميائية محضرة لمكافحة أي نوع من أنواع الكائنات التي يمكن أن تشكل ضررا على المحاصيل الزراعية وأن معظم المبيدات سامة للإنسان والحيوان لذلك يجب أخذ الاحتياطات الوقائية اللازمة عند استخدام المبيد وبعد استخدامه, حيث إن التسمم بالمبيدات يكون عن طريق الجهاز الهضمي أو الاستنشاق أو الملامسة عن طريق الجلد, كما تسبب المبيدات حساسية للجلد أو أمراضا مختلفة كالسرطان, لذلك يجب أن نكون حرصاء في اختيار المبيد, وذلك بمعرفة نوع المرض أو الآفة المراد مكافحتها والأهمية الاقتصادية لها والضرر الذي تسببه حتى نتمكن من اختيار المبيد المناسب وكذلك طريقة الاستخدام المناسبة. ثانيا: مراعاة فترة التحريم/ من دافع ديني وواجب وطني يجب على كل من يتعامل مع المبيدات سواء المحال التي تهتم بالمستلزمات والأدوات الزراعية أو المزارعين أن يراعوا ويلتزموا بفترة تحريم المبيدات الزراعية وهي الفترة التي تعقب رش المبيد مباشرة ويمنع منها قطف الثمار كونها غير صالحة للاستهلاك الآدمي وذلك لما تسببه ما أضرار على الإنسان. وفترة التحريم يكون مشارا إليها من قبل مصنع المبيد على العبوات ولكن العتب أولا على من يبيع هذه المبيدات ويكون هدفه في الدرجة الأولى الربح غير مبال بصحة الآخرين ودون أن يوجه الفلاح الذي ربما لا يعرف القراءة والكتابة إلى إرشادات استخدام المبيدات وتوضيح فترة التحريم للمزارع والتركيز على أهميتها والضرر الذي تخبئه, وثانيا على المزارع الذي لا يهتم بالسؤال عن المبيد المناسب للمحاصيل التي يزرعها ولا يلتفت إلى فترات تحريم المبيدات ولا يكون همه إلا جمع المال على حساب صحة الآخرين وذلك من خلال رش المبيدات التي ربما تكون عالية السمية التي تصل فترة تحريمها إلى أسبوع أو أكثر على المحاصيل التي يتم جنيها بمعدل كل يومين مرة وخاصة الخضار والمحاصيل الورقية غير مبال بالأثر المتبقي للمبيد في الثمار والذي يتناوله بعد ذلك الإنسان والنتيجة من عدم الاهتمام بفترات التحريم يكون المستهلك هو الضحية والذي يكون هو المنتج نفسه أو أحد أفراد أسرته.
وتأييدا لرأي الباحث الزراعي فإنني أود الإشارة إلى أن الأرقام والإحصائيات تذكر أن الاستخدام العشوائي للمبيدات والهرمونات والأسمدة السامة في رش الزراعات أدى إلى تفشي الأمراض المختلفة والأوبئة وفي مقدمتها الفشل الكلوي والكبدي والسرطان وغيرها من الأمراض المختلفة.. بل ووصل مقدار الخسائر الاقتصادية الناتجة عن التلوث بالمبيدات نحو مليار دولار ومنها تلوث البيئة في الريف.
محمد سعود - الرياض