السوق العقاري السعودي في ظل الميزانية التاريخية
أعلن قبل أيام عن ميزانية تاريخية ضخمة للاقتصاد السعودي والتي تساءل كثيرون عن مدى تأثيرها في القطاع العقاري بشكل خاص وباقي القطاعات بشكل عام .
لمعرفة تأثير خبر تلك الميزانية الضخمة في القطاع العقاري يجب أن نحدد مدى تأثيرها المباشر وغير المباشر في قطاع العقارات في السعودية من دون مبالغة أو تجاهل.
من وجهة نظري أن تأثيرها غير المباشر سيكون إيجابيا بكثير من تأثيرها الإيجابي المباشر، حيث إن تأثيرها المباشر قد لا يتعدى استمرار المشاريع العقارية التي أطلقتها الدولة دون تأثر مثل المدن الاقتصادية والتنمية الإسكان وزيادة القروض العقارية وسط الانخفاض في تكاليف مواد البناء وتلك المشاريع كانت من أهم أولويات الملك عبد الله بن عبد العزيز وحكومته الرشيدة وبالإعلان عن هذه الميزانية الضخمة والتي طمأنت الجميع بأن الخطط التطويرية لمشاريع المدن الاقتصادية والتمويل العقاري لصناديق التنمية العقارية لن تتأثر بتداعيات أسعار النفط وستبقي عجلة التنمية العقارية تدور على الأقل ثلاث سنوات مقبلة بإذن الله، الأمر الذي سيوفر عددا كبيرا من الوحدات السكنية ويعزز الاقتصاد المحلي وخطط عدم الاعتماد على النفط كما سيوفر فرصا كبرى لقطاعات الصناعة والتجارة والمقاولات
إن تأثير الإعلان عن تلك الميزانية غير المباشر في القطاع العقاري سيكون كبيراً جداً والذي سيتمثل في العامل النفسي للمستثمرين العقاريين وملاك العقارات، الأمر الذي أتوقع أن يكون عائده أكبر بكثير مما يتوقعه كثيرون فالأزمة التي يمر بها السوق العقاري التي يؤكد كثيرون أن سببها نفسي فقط ولا تتعدى ذلك و كان معظم المحللين الاقتصاديين يخافون أن استمرار العامل النفسي السلبي للمستثمرين قد يشل القطاع العقاري ويدخله في ركود كبير وطويل وانهيار في أقيام العقارات، ولكن بإعلان الدولة مشكورة الميزانية الضخمة أزالت 50 في المائة من العامل النفسي السيئ للمستثمرين الذي أعطاهم تطمينات من أن القطاعات الأهم في استثمارات الدولة لن تتأثر سلباً بهبوط أسعار النفط، كما توقع بعض المحللين، والتي تتمثل في المدن الاقتصادية والمشاريع التنموية الجبارة التي عملت وقت ارتفاع أقيام برميل النفط ومن أهمها المدن الاقتصادية التي أعتقد أنها أحد أفضل قطاعات الاستثمار للدولة لما لها من عائد كبير ومهم قد يطول شرح الفائدة منها كما أن المتابع للسوق العقاري يجد أن الحركة في الاستثمار العقاري قد تحسنت وبشكل ملحوظ بعد الإعلان عن الميزانية التاريخية .
كما يترقب سوقنا العقاري نتائج الربع الأخير للشركات الكبرى والبنوك المحلية والتي إن تم الإعلان عن أرباح جيدة لها ستزيل الـ 50 في المائة الأخرى من العامل النفسي السيئ لهؤلاء المستثمرين التي أتوقع شخصياً أن تكون نتائجها فوق المتوقع - بإذن الله - وهذا سيعطي تعزيزا للقطاع بشكل كبير.
وأخيراً فإني أشكر الله أولاً ومن ثم حكومة خادم الحرمين الشريفين على الإعلان عن هذه الميزانية التاريخية المباركة وفي هذا الوقت خصوصا لما نتج عنها من راحة وتطمينات نفسية للمستثمرين العقاريين، الذي رأيناه في حالة الطلب على العقارات بعد الإعلان عنها وسيشعر المستفيد النهائي من المواطنين بالفائدة من تلك التطمينات النفسية قريباً عبر مشاريع عقارية تغطي حاجتهم إلى السكن والاستثمار بأفضل الأسعار دون تضخم - بإذن الله.