أثر مستهدفات ومخرجات الرؤية
نشر الجمعة الماضية التقرير السنوي لرؤية السعودية 2030 للعام 2024 وأبرز منجزات زواياها من إستراتيجيات، مستهدفات ومبادرات، يأتي هذا التقرير بعد أن مضى من عمر الرؤية 9 سنوات. منذ إطلاقها شكلت جوهر الحراك و الخطة الإستراتيجية الرئيسية(Master Plan) التي أحدثت مكوناتها إعادة التشكيل القطاعي في السعودية بما أسهم في صنع أسلوب جديد ومرن لطبيعة الإدارة الحكومية وأسهم في زيادة مستوى الإنتاجية والتنافسية بين القطاعات وبين السعودية ومثيلاتها من الدول التي تحاكي حجمها الاقتصادي ووزنها السياسي.
عند الانطلاقة كانت الشواهد الملموسة أقل مما وصلت إليه اليوم وهذا أمر طبيعي فالأساسات المتينة دائما ما تختفي في باطن الأرض لتحمل بعد ذلك المعالم عليها وهذا ما يحدث بين بدايات الانطلاقة والنتائج المشاهدة اليوم على كافة الأصعدة في السعودية.
اتسم التقرير بمعدلات قياس واضحة وواقعية للتقدم المحقق في البرامج والمبادرات المعلنة التي تعمل عليها جهات متعددة وبجانب مؤشرات التقدم في تحقيق المستهدفات المستند على الأرقام فإن التقرير استعرض كذلك كافة الأرقام الصادرة عن المنظمات الدولية التي تتابع شؤون مختلفة وهذا يظهر بشكل أوسع الأثر الذي صنعته الرؤية داخليا وأيضا على المستوى الدولي.
منذ الانطلاقة الأولى لرؤية السعودية 2030 كان الأساس في القدرة على قياس الأثر بشكل واضح ما يمثل صناعة لمؤشرات أداء قابلة للتقييم والمقارنة والقياس فكما يقال "ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته وما لا يمكن إدارته لا يمكن تطويره" وهذا ما تظهره المؤشرات جليا، فشكلت مؤشرات الأداء طريق واضح لقياس الأهداف ومعدلات إنجازها وما يتطلب منها تصحيح لمسارها لتعظيم مخرجاتها ودورها ضمن الرؤية.
فمن 10 برامج رئيسية للرؤية و13 إستراتيجية معلنة بلغت نسبة المؤشرات التي حققت مستهدفاتها السنوية 93% تستند هذه النسبة على 374 مؤشرا، أما في المبادرات المنبثقة من البرامج الرئيسية فشهدت أولا زيادة 438 مبادرة في العام 2024 ليبلغ عدد المبادرات المطلقة 1,502 مبادرة 85% من هذه المبادرات مكتملة أو تسير ضمن الجدول الزمني المعد لها بشكل أكثر تفصيل 45% من المبادرات مكتملة ومنها ما سبق الجدول الزمني و40% هي نسبة المبادرات التي تسير وفق جدولها الزمني.
بجانب تسليط الضوء على المنجزات الذي قدمه التقرير السنوي للرؤية 2030 ففي طياته أيضا مكامن الفرصة التي تبحث عن مستغل لها إن كان ذلك في القطاعات التي تسير في الطريق لتحقيق مستهدفاتها أو في القطاعات التي تتطلب تسريع عملها للوصول إلى المستهدفات فالأهداف قائمة وخطط التنفيذ بجانب صرامتها فهي تتسم بالمرونة لتحقيق الأهداف وفي هذا التقرير خارطة واضحه للفرص.
امتازت الرؤية بترابطها ما عظم أثر المخرجات والمستهدفات التي تصبو إلى تحقيقها على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي في السعودية فساهمت في تطوير قطاعات قائمة واستحداث قطاعات جديدة مستنده على مكامن القوة التي تمتلكها البلاد من الناحية الإنسانية، الجغرافية، الطبيعية والمناشط الاقتصادية. هذه الملحمة التاريخية يقودها الأمير محمد بن سلمان بأيدي وطنيه أبدعت عندما مكنت من العمال والقيادة ما أثار الدهشة من جودة المخرجات والعمل.