كيف نستثمر الرطوبة؟

أذكر في إحدى جولاتي على مناطق الساحل الغربي قبل نحو عشرين عاما
شدني بعض المزروعات المتناثرة بالقرب من البحر وكنت وقتها أجهل عملية الاستزراع عن طريق المرشحات حيث كان ذلك المنظر غريبا بالنسبة لي حيث إن الزراعة في بيئتي في القصيم مختلفة تماماً عما رأيته في تلك اللحظة حيث لا بئر ولا رشاشات محورية ولا أشجار طويلة تحيط بالمزرعة وكانت عبارة عن أشجار بطيخ متباعدة يتم زراعته بالقرب من البحر وذلك من خلال وضع قماش يمتص الرطوبة ويسقي تلك الشجرة المثمرة.
بما أننا في بلد يعاني نقصا في الموارد المائية الصالحة لشرب والزراعة مما حدا بنا إلى التقتير على أنفسنا وتقليص الزراعة والتشجير بحكم قلة الأمطار والمياه الصالحة لذلك في بلادنا إلا أن هناك مناطق في السعودية يوجد بها نسبة عالية في الرطوبة لم تستغل وعلى سبيل المثال المناطق الساحلية مثل المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية والتي يصل الحد بسكانها بالهرب منها أيام الصيف بحثا عن نسمة باردة وأقل رطوبة بعيداً عن الأجواء المكتومة حيث تسجل بعض المناطق الساحلية نسبة رطوبة عالية جداً تصل في بعض الفترات إلى 90 في المائة وتزيد على هذا الرقم وفي متوسط 50 في المائة أغلب أيام السنة وأعتقد أن هذا الكم الكبير من الرطوبة كاف لزراعة وتشجير تلك المناطق.

نقاط:
ـ ألا يمكن استثمار الرطوبة في زراعة بعض أنواع الخضار أو على الأقل في تشجير المناطق الساحلية لكي تخفف وتلطف الأجواء وتزيد من عملية السياحة في الصيف؟
ـ هل يمكن صنع مرشحات خاصة في تجميع الرطوبة وتكون عملية وغير مكلفة بدلا من استخدام الأقمشة وقطع الخيش التي قد لا تدوم طويلا.
ـ هل فكرت الدولة ـ حفظها الله ـ في تشجيع وتطوير هذه الطريقة التي ما زالت تتم على نطاق محدود .
تطبيق هذه الفكرة وتطويرها سيسهمان في التقليل من استهلاك المياه وتلطيف الأجواء وخفض درجات الحرارة والتقليل من التلوث وتلف التربة الذي يحدث بسبب عملية الري وسنسلم من بعض النباتات المتطفلة.
ـ الهجمة الباردة التي تؤثر في السعودية حاليا كانت بسبب تساقط الثلوج على بلاد الشام وتركيا من منخفض قطبي أثر في تلك المناطق يومي الأربعاء والخميس تبعه مرتفع جوي برياح شمالية إلى شمالية شرقية مصدرها تلك المناطق الباردة.
يتوقع بإذن الله تعالى أن تنحسر الموجة الباردة غدا والتي سيطرت على السعودية خلال الأيام الماضية حيث ستخف حدتها تدريجيا ابتداء من القطاع الغربي والوسطى قبل أن تشمل المناطق الشرقية.
تشهد أوروبا حاليا قيم ضغط عالية وصلت إلى حدود 1040 مليبار وهذه تساعد بإذن الله على انحراف التيارات النفاثة نواحي البحر المتوسط ما يؤدي إلى ارتفاع نسب الرطوبة وتحسن الظروف لهطول الأمطار بمشيئة الله تعالى خلال شهر كانون الثاني (يناير) الحالي, والله أعلم وأحكم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي