شبه الجزيرة العربية ضمن أشد مناطق العالم بالأمطار.. لكن!

شاءت حكمة الرب ـ سبحانه وتعالى ـ أن تكون بلادنا الحبيبة (السعودية) منطقة صحراوية محمية من المخاطر على الرغم من وقوعها ضمن أشد وأخطر مناطق العالم أمطارا فهي تقع ضمن الخطوط التي تقع عليها بنجلادش والهند وولايات أمريكا الجنوبية ودول الكاريبي بين خط 30 و10 شمالاً. وهذه المناطق لا يكاد يمر عام إلا وتسجل حاله من أشد حالات الطقس بأسا مثل الأعاصير والعواصف والمنخفضات المدارية وهذه الأنواع تعد من أشد العناصر المناخية فتكا بالبنى التحتية والمحاصيل الزراعية خلال ساعات وربما دقائق وتحول مقاطعات كاملة إلى بحيرة خلال فترة قصيرة وهذه المناطق تعاني فائضا في الموارد المائية التي قد تضر بالموسم الزراعي لديهم، لدى هؤلاء عكس ما لدينا حيث إن الأسعار عندنا ترتفع مع الجفاف وهم مع زيادة الأمطار حيث يقل محصول الأرز وغيره من المزروعات وتنجرف التربة وتغمر الأرض بالمياه لفترة طويلة يصعب معه عمل شيء كما حصل في الموسم قبل الماضي في الهند.
وتستقبل هذه المناطق كمية مطر تفوق التصور أحيانا قد تزيد عن ألف مليمتر في الموسم الواحد أي ما يعادل مجموع الأمطار التي هطلت على العاصمة الرياض من عام 1982 إلى 1992 فسبحان موزع الأرزاق.
ولو تأملنا الموقع الجغرافي لتلك البلدان من حيث التضاريس لوجدنا أن الهند وبنجلادش تقعان في ظل هضبة التبت والهملايا الشاهقة التي تضعف من حدة الرياح التجارية الجافة بينما الحال في شبة الجزيرة العربية مختلف، حيث إنها منطقة مكشوفة وتهب عليها الرياح التجارية جافة جداً في معظم فصول السنة وذلك يعود بأمر الله لوجود صحراء الشام والعراق والجبال التي تحيط بنا من الشمال جهة العراق وتركيا والشرق جهة إيران وباكستان وأيضا انخفاض سطح شرق شبه الجزيرة العربية في المنطقة الواقعة بين هضبة نجد ومياه الخليج التي تكون ممر الرياح والتي شكلت رمال الدهناء والنفود الكبير مع مرور الزمن، حيث تستقر هذه الرياح الجافة جنوب شبه الجزيرة العربية جهة الربع الخالي مكونة جبال من الرمال تبدأ من الجوف وتنتهي بالربع الخالي على حافة الهضبة.
ولو تأملت شكل الرمال من خلال صور الأقمار لفهمت مسار الرياح شبه الدائمة لدينا وهي تبدأ من دول شرق البحر المتوسط برياح شمالية غربية ثم تنكسر شمالية ثم شمالية شرقية ثم شرقية في الربع الخالي وتستقر هناك
وبالنسبة لولايات أمريكا الجنوبية ودول الكاريبي وأقصد بذلك الدول الواقعة ضمن الخطوط التي نحن عليها فهي تتمتع برياح تجارية رطبة مقبلة من مناطق بحرية واسعة وهذا ما يفسر نسبة الأمطار العالية هناك.

نقاط
ـ في فترات احترار المحيطات (النينو) يختل نظام الرياح التجارية وتتحسن ـ بإذن الله ـ الظروف في بلادنا مثال ذلك موسم 1982 - 1983
و1992 و1993 و1994 - 1995 و1997 - 1998.
ـ مناخ شبه الجزيرة العربية في تغير مستمر وسيعود مطيرا ـ بإذن الله ـ
كما كان في الماضي.
ـ حافة نجد من الشمال والشرق والجنوب كانت روافد مياه الخليج والمحيط الهندي انحسرت عنها المياه وطمرتها الرمال.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي