قصة الحي النموذجي
المقصود بالحي النموذجي هو ذلك الذي يحتوي على خدمات متكاملة من حدائق وترفيه ومطاعم ومقاه ... إلخ بحيث يشكل بيئة مترابطة يحلم الجميع بالسكن فيها لما فيه من خصوصية، بحيث يمارس أطفالنا حياة طبيعية بالذهاب إلى الحديقة القريبة بكل راحة وأمان خصوصا مع توافر خدمات أمنية خلال 24 ساعة كما تتوافر فيه إدارة للسكن للنظر في احتياجات الملاك، بحيث لا يهمل الحي بعد السكن وغالبا ما يتوافر فيها الجو النقي لبعدها النسبي عن المدينة وهي من أروع الأفكار التي تم تنفيذها وقد جذبت العديدين نحوها.
ولكن بعض ملاك تلك الأحياء يوجهون أنظارهم نحو شريحة معينة من الناس ممن يستطيعون دفع قيمة المبنى التي تشكل ضعف القيمة الأصلية له تقريبا مع إضافة مبالغ سنوية يتفق عليها لا تقل عن 10 في المائة صيانة دورية كما أنها غالبا لا ينظر إليها على أنها أحياء للسكن وإنما مكان للاستجمام فقط وذلك لبعدها عن المدينة فبالرغم من توافر الخدمات كافة داخلها إلا أن بعدها عن المدينة تجعل من الصعوبة السكن داخلها لبعدها عن مواقع العمل وهي جاذبة بالنهار ولكن الذهاب أو الخروج منها صعب مساء ولو تم إقامة هذه الأحياء في مناطق قريبة من المدينة سيتوقع الملاك أن يدفع الراغب في الشراء أضعاف السعر الأصلي للمبنى دون الصيانة مما يجعل الأسعار خيالية ولن يتمكن من شرائها إلا شريحة قليلة جدا من الناس فالاستفادة من أفكار الأحياء النموذجية وتطبيقها على أحياء شبه نموذجية لا تحتوي على الخدمات كافة ولكن بأسعار مناسبة ستجعل من هذا المشروع، المشروع الحلم للعديدين ممن يرغبون في السكن بأفضل المقاييس كما أتمنى الاستفادة من المناطق القريبة من المدينة مثل (عرقه - الدرعية - العمارية) فهي مناطق مناسبة لمثل هذه المشاريع لتميزها بهواء صحي ونقي، ولكن يجب مراعاة أن تنفيذ مثل هذه المشاريع لا يعني أن يستغله صاحب المشروع بالمبالغة في أسعار المساكن، كما أن الجدوى الاقتصادية ستكون مربحة للطرفين (خصوصا أن الرياض أصبحت كلها وسط الرياض) أي أنها مدينه تعج بالسكان وفي حاجة إلى تجديد سياسة البناء والتطوير مع ملاحظة أن الأسعار خارج المدينة أقل منها داخل الأحياء المزدحمة فمن المستغرب أنه إلى الآن يتم الإعلان عن إقامة مشاريع تتكلف مئات الملايين داخل زحام الأحياء، وسيواجه السكان لاحقا صعوبة الدخول والخروج للحي مما يزيد من الاختناقات، ففي بعض الدول تقام المنازل في الأرياف، والأرياف تتمثل لدينا في المناطق المذكورة سلفا، فبدلا من أن يضطر المشتري إلى شراء منزل بمساحة 300 م سيتمكن من السكن في ضعف المساحة وبسعر قريب من منزل صغير داخل المدينة.