المسؤولية الاجتماعية والخطة العشرية لمنطقة مكة

تلتقي اليوم كوكبة من المفكرين ورجال الأعمال للحديث عن المسؤولية الاجتماعية بين القطاعين العام والخاص في مكة المكرمة، هذا اللقاء الذي نرجو منه أن يخرج بتوصيات تهدف للارتقاء بمفهوم المسؤولية الاجتماعية تحت رعاية من قبل الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة والذي أطلق قبل ذلك الخطة العشرية للمنطقة، والتي تهدف للارتقاء بالإنسان والمكان في ضوء رؤية منطقة مكة المكرمة نحو العالم الأول، وهو الاهتمام ببناء الإنسان وتنمية المكان، وتهدف للارتقاء بإنسان المنطقة ليبلغ وصف القوي الأمين لينهض إن شاء الله بالمنطقة إلى المستوى اللائق لخدمة ضيوف بيت الله، لتكون مكة المكرمة أنموذجا مشرفا وملهما ومرجعا للعالم الإسلامي ثم للعالم، أجمع ونرجو أن يكون لقاء المسؤولية الاجتماعية رافدا لهذه الخطة الطموحة من قبل أمير المنطقة، ويقوم القطاع الخاص مع العام بدوره تجاه المسؤولية الاجتماعية نحو السعي إلى زيادة الوعي بمفهوم المسؤولية الاجتماعية، ومفهوم الشراكة بين القطاعين العام والخاص في هذا المجال، لتحديد وتقييم أولويات المجتمع واحتياجاته المطلوبة من كلا القطاعين, تفعيلا للدور الريادي في خدمة المجتمع وإحداث نقلة نوعية في الأثر الإيجابي الذي ستحققه هذه الشراكة على الصعيدين المحلي والوطني ونأمل أن يتوصل الملتقى إلى توصيات مهمة من شأنها توفير دفعة جديدة للعمل الاجتماعي الآخذة في التطور، في ظل اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتعزيز عناصر القوة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي لمواجهة التحديات، ونتطلع إلى أن يقوم القطاع الخاص بدوره ومسؤولياته الاجتماعية والأخلاقية في عصر يتسم بالتغير السريع، ودعم جميع أفراد المجتمع والمساهمة في سدّ احتياجات المجتمع ومتطلباته الحياتية والمعيشية الضرورية، إضافةً إلى خلق فرص عمل جديدة من خلال إقامة مشاريع خيرية واجتماعية ذات طابع تنموي.
إن المسؤولية الاجتماعية لها من الأهمية بمكان في حياة الناس، ولنا في الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حيث قال "خير الناس, أنفعهم للناس" ونخلص مما تقدم لنقول إن الحاجة اليوم باتت أكثر إلحاحا لرفع مستوى الحس الجماعي وإشاعة روح المسؤولية الاجتماعية وتمكينها في الناس، فقد مضى إلى غير رجعة زمن فرض الكفاية في تحمل المسؤولية، إذا قام بها بعضنا سقطت عن الباقين، وإنما العمل الجماعي واستشعار المسؤولية في كل خطوة نخطوها وفي كل عمل نقوم به والاستعداد التطوعي للقيام به هي الأمور المطلوبة في عالم اليوم، ولعل هذا الملتقى يحقق ما يهدف إليه أمير منطقة مكة المكرمة للعمل بروح الفريق الواحد في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.