تدريب الفئات غير المستهدفة

يقدم التدريب للمنظمات عدداً من الفوائد: إذ يساعدها على التمّيز على المنافسين، والاحتفاظ بالكوادر البشرية المؤهلة، حيث تشير نتائج الدراسات إلى أن الموظفين الذين يتدربون في المنظمة يبقون فيها مدة أطول من غيرهم، إلى جانب أن التدريب يعد أداة استقطاب للكفاءات المتميزة والطموحة، حيث تعمد بعض المنظمات إلى تعريفهم بالفرص التدريبية العديدة التي توفرها للمستجدين والقدامى من كوادرها مما له أثر كبير في اتخاذ القرار بالانضمام للعمل فيها في أقصر وقت، كل هذه المنافع التي يقدمها التدريب جعلت المنظمات الحكومية والخاصة المحلية والعالمية توليه اهتماماً بالغاً وترصد له المخصصات المالية.
وفي السياق ذاته شد انتباهي خبر نشر في جريدة "اليوم" العدد (13059) الصادر يوم الثلاثاء الموافق 20/3/1430هــ، ولضيق المساحة المخصصة للزاوية، أورد مقتطفات من بعض فقراته: "تسابق إدارة تعليم البنات في محافظة الأحساء الزمن لتدريب منسوباتها من العنصر النسائي على مهارات وحرف يدوية، وذلك من خلال طرح ست دورات تدريبية مهنية حرفية منوعة عبر خطة البرامج التدريبية، وتنطلق أولى الدورات الحرفية المهنية النسائية، في "آلات التصوير" وتستهدف تفعيل كسب مهارات حرفية في آلات التصوير، وستستفيد من الدورة إداريات المدارس، فيما تقام ولمدة يومين دورة "السباكة"، وتستهدف فئة إداريات المدارس، كما تقام ولمدة أربعة أيام دورة في النجارة وتستهدف تفعيل كسب مهارات حرفية على أعمال النجارة، وتستهدف الدورة إداريات المدارس، وتنطلق، دورة في أعمال الهاتف والكهرباء، وتشارك فيها إداريات المدارس".
أطرح حول الخبر عدة تساؤلات أولها: هل تم تحديد الاحتياجات التدريبية للإداريات باتباع الأسس العلمية؟ وثانيها: ما العلاقة بين مهام الإداريات ـ وهن الكاتبة والمراقبة والناسخة وغيرها من الفئات الوظيفية العاملة في المجال التعليمي ـ بطبيعة البرامج في مجال آلات التصوير والنجارة وأعمال الكهرباء والهاتف؟ وثالثها: هل عدم توافر مختصات في الصيانة المدرسية يعد مبرراً للقيام بتدريب هذه الفئات في برامج غير مناسبة لطبيعة وظائفهن؟ ورابعها: ما مقدار الكفاءة والفاعلية في أداء الإداريات في مجال النجارة والتصوير والهاتف نتيجة لهذا النوع من البرامج التدريبية القصيرة؟ وخامسها: ما مجموع تكلفة التدريب الذي أنفقته إدارة التعليم على هذه البرامج؟ وآخرها: ما تكلفة الفرصة الضائعة، أي قيمة مساهمة المتدربة بعملها في مدرستها فيما لو لم تلتحق بالتدريب في مثل هذه البرامج؟
وإجابة عن تلك التساؤلات أحببت مشاركة القارئ الكريم بتلخيص بعض المعايير الواجب توافرها في خطط ونشاطات التدريب التربوي والتي توصلت إليها في دراسة علمية قمت بها في مجال التدريب والمعايير هي: 1) وجود المتدربين في البرامج المناسبة لهم والتي تسهم في تلبية حاجاتهم الوظيفية الحالية والمستقبلية. 2) أن تعمل البرامج على إكساب المتدربين المعارف والمهارات الفكرية، والخبرات الوظيفية الجديدة اللازمة لعملهم. 3) أن يكون محتوى نشاطات التدريب قابلا للتطبيق في مجال العمل. 5) أن يعمل التدريب على رفع مستوى الأداء الوظيفي. 6) اكتساب اتجاهات إيجابية جديدة نحو العمل ونحو التدريب. 7) أن يعمل التدريب على تحقيق النمو الشخصي والوظيفي للمشاركة في تطوير التعليم. 8) أن يعمل على تعميق الشعور بالانتماء لوزارة التربية والتعليم. 9) يجب أن يحصل المتدرب بموجب التدريب على مزايا عديدة مثل: شهادات التدريب، مكافآت التدريب، ونقاط إضافية تحتسب في تقرير الأداء الوظيفي والترقية الوظيفية.
خاتمة:
إن التدريب استثمار في أهم عنصر من عناصر الإنتاج وهو رأس المال البشري، ولكي يكون العائد على الاستثمار كبيرا يجب أن تتوافق طبيعة البرامج التدريبية مع خصائص المتدربين الشخصية والمهنية، والتحاق الموظفين ببرامج التطوير المهارات الشخصية في مجال الحرف اليدوية والنجارة والصيانة للأجهزة المختلفة ذات أهمية لكل فرد منا إناثاً وذكوراً سواء العاملين في المجال التربوي أو خلافه، خاصة في هذه الأيام التي نشهد فيها ارتفاع أسعار المنتجات والخدمات، ولكن حبذا لو تم التدريب عليها خارج وقت العمل، وتوفير وقت العمل للتدريب على برامج ذات علاقة وثيقة بالمهام الرئيسة بالوظيفة التي يشغلها الموظف.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي