كيف تصبح مواطناً؟

[email protected]

في الأسبوع الماضي ذكرت كيف يصبح المواطن فاعلاً وتتمة لما ذكر فإذا أردنا بناء مواطنة سوية قائمة على قيم الإسلام التي من المفروض أن يطبقها أي مجتمع مسلم، فالتأسيس الفكري والعمل التطبيقي لها يعتمدان على زيادة الوعي بالمواطنة يعني زيادة الإحساس بالكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان، واكتساب المتعلم المهارات والقيم والتصورات التي تمكنه من الحياة المدنية الأفضل. أي تربية المجتمع المدني، ولذلك تعد مفتاحا أساسيا في بناء المواطن المدني والمجتمع الحضري.
من هنا تعد التربية المدنية مدخلا تربويا وتعليميا في بناء (وإعادة بناء) مختلف مناهج التعليم والسياسات التربوية والتعليمية. والتربية المدنية لها ثلاثة محاور:
أولا المحور المعرفي: وهو يتناول مشكلات المجتمع والحياة اليومية ومدى تأثيرها سلبا وإيجابا في السياسات التعليمية وكيفية التعامل معها وكيفية استيعاب المتغيرات الجديدة في المجتمع والعالم (عدم الجمود الذهني والفكري وخلق التحفز لاستيعاب الجديد).
ثانيا المحور الوجدانى: وهو يركز على خلق توجهات إيجابية داعمة للتحول الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان وتعزيز الدوافع نحو المشاركة السياسية والعدالة ودولة القانون والمساواة وعدم العنف واحترام التعدد والتنوع والرأي الآخر.
ثالثا المحور المهاراتى: وهو يركز على عملية التمكين للمشاركة وترسيخ الانتماء من خلال التطوع في الأعمال الوطنية والخيرية وتزايد عضوية الفرد في مختلف مؤسسات المجتمع المدني، هنا يكون التعليم من أجل المواطنة الصحيحة.
معنى ذلك أن التربية المدنية عملية تأهيلية وتربوية تستهدف إكساب الشباب معارف ومهارات وثقافة تنمي لديهم اتجاهات وميولا متنوعة تمكنهم من الاندماج والمشاركة في الشأن العام اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.
* أي إنها عملية بناء القدرات Capacity Building وهذه العملية تأخذ مستويين، الأول مستوى تربوي تعليمي من خلال المؤسسات التعليمية بمختلف مراحلها تعتمد أساليب وطرقا تربوية معترفا بها في العالم. والمستوى الثاني تتسع فيه مجالات التثقيف والتأهيل وتتعاظم فيها وسائل التعلم الذاتي Self Education من خلال مؤسسات المجتمع المدني بكل تعددها وتنوع نشاطاتها. فهذه المؤسسات تعمل على تنمية الذات للفرد من خلال عملية تعليم وتعلم مستدامة. أي تنمية شخصية الفرد باعتباره مواطن يشارك في مجمل العمليات والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتترسخ في وعيه رؤية حداثية لطبيعة النظام السياسية باعتباره معبرا عن حاجات المجتمع وأهدافه. وفى الحالتين يتعلم الشباب كيف يكونون مواطنين لا رعايا.
وفيما يلي خطوات لمن يرغب ممارسة المواطنة الصالحة:
* التحلي بالخلق الرفيع واستعمال العقل في الحوار واحترام آراء الآخرين.
* فهم وقبول المسؤولية كمواطن و تقدير القانون واحترامه والالتزام به.
* تشجيع وممارسة الحوار الأسري وتواصل الأجيال.
* فهم الهيكل التنظيمي للدولة على المستوى المحلى والإقليمي.
* فهم مبادئ حقوق الأفراد وتنمية القدرة على الاختيار مع مراعاة قواعد ومبادئ القوانين التي تحكم المجتمع.
* معرفة قضايا الأمة المعاصرة وتنمية مهارات التميز بين البدائل المختلفة بخصوص هذه القضايا.
* معرفة التحديات التي تواجه المجتمع، ووضع الحلول المناسبة لها، وتنمية القدرة على التمييز بين البدائل المختلفة واختيار أفضل تلك البدائل.
* وضع الأهداف وفهم وسائل المشاركة في اتخاذ القرار وممارسة النقد الذاتي.
وهذه الخطوات بعض من جزء ومفتوحة لمن يرغب في اقتراح المزيد وكيفية التطبيق وكاقتراح من الممكن أن تتبنى إحدى الجهات المتبنية برامج المسؤولية الاجتماعية الإنفاق على برنامج كرتوني توعوي تلفزيوني وفي الراديو عن المواطن صالح و عائلته، والذي يمثل مواطنا عربيا مسلما ويقدم رسائل ومواقف إيجابية قصيرة وبسيطة ومستمرة ومفهومة للطفل وللمراهق والشاب الرجل والمرأة. للعامل في الشارع والمدير والطالب والمعلم والمعلمة والأم والأب وموظف الحكومة والطبيب والمريض وكل فرد في المجتمع.
ولقد أثبت الإعلام قوته وتأثيره في فكر وأفعال المواطن كما نلاحظ في سلوكيات أبنائنا ورجالنا ونسائنا وحان الوقت للاستفادة من هذه القوة في عمل إيجابي وطني وهو تحويل المواطن من سلبي لمواطن إيجابي اسمه صالح.
لا شك أن جميع ما ذكر هو ما ينص عليه ديننا الإسلامي الحنيف، لكن العيب فينا كما قال الإمام المصري محمد عبده عندما سافر إلى فرنسا وعاد إلى بلاده في القرن التاسع عشر، "وجدت هناك إسلاما بلا مسلمين، وهنا مسلمون بلا إسلام".
وحان لهذه الأمة أن تكون بلاد الإسلام و المواطنين المسلمين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي