لماذا لا يكون لديك وقت لإدارة الوقت؟
هل لديك قائمة طويلة من الأعمال المهمة مطلوب إنجازها بصورة عاجلة؟ هل تتكرر لديك حالات تتأخر في إنجازها لما بعد الموعد النهائي؟ إن كنت من هذا الصنف من الناس قطعا أنت تحتاج إلى مراجعة الطبيب لعمل كشف عام تتأكد فيه أنك لم تصب بعد بارتفاع الضغط أو مرض السكر.. مهلا.. مهلا... فلم يصدر بعد تقرير من منظمة الصحة العالمية يربط بين السؤالين المذكورين ومرضي الضغط والسكر، عافاني الله وإياكم من جميع الأمراض، ولكن من كان جوابه بالإيجاب لهذين السؤالين فهو دائما ما يضع نفسه تحت الضغط النفسي والبدني الناتج عن تزاحم الأولويات، فهو على عجل من أمره يود اللحاق بالمواعيد المتقاربة لإنجاز الأعمال، فلا يعلم كيف يسيطر على الوقت المتاح له فيتأخر عن الموعد النهائي للبعض منها، ويترتب على ذلك ضياع مصلحة أو دفع غرامة تأخير، فلو عملت إحصائية لحصر حالات دفع غرامات التأخير ربما كنا أكثر الشعوب دفعا للغرامات فقط لأننا لا نحسن إدارة الوقت، دوامة لا تنتهي يظل يعيش فيها هؤلاء الناس ولا يستطيع البعض منهم الخروج منها، فقد اعتادوا السماح للوقت يتسلل من بين أيديهم دون أن يتنبهوا إلى أن رصيد الوقت ينفذ فهم لا يعترفون بمقولة Time is money لأنهم لم يدفعوا المال مقدما، لكنهم ينسون أنهم سيدفعونه لاحقا على شكل غرامات بسبب فوات الوقت عن إنجاز العمل في موعده.
لا يختلف الجميع على أن إدارة الوقت هو طريق النجاة من حالة الارتباك التي يعيشها بعض من شبابنا، مع أنهم تعلموا في المدارس منذ الصغر أقوال وأمثال كثيرة تتحدث عن قيمة الوقت وكيفية التعامل معه مثل "لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد" و" الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"، لكن لم يتعلموا كيف يضعون هذه الأمثال في الفعل، فإدارة الوقت مهارة يتم التدريب عليها وليست معلومة تلقن وتحفظ، إذا كيف لمن لم يتعود ضبط وتنظيم وقته أن يبدأ؟ وللإجابة عن ذلك نستعرض طريقة تسهل العملية وتتلخص في تقسيم الأعمال التي نود القيام بها إلى أربعة أقسام بحسب أهميتها ودرجة عجلة تنفيذها ونوزعها على مربع قسم إلى أربعة مربعات:
* المربع الأول: أعمال مهمة وعاجلة
* المربع الثاني: أعمال مهمة وغير عاجلة
* المربع الثالث: أعمال عاجلة وغير مهمة
* المربع الرابع: أعمال غير عاجلة وغير مهمة
بعد توزيع الأعمال على المربعات قم بإعطاء الأولوية في تنفيذ الأعمال التي وقعت في المربع الأول لأنها أعمال مهمة لا تحتمل التأخير وإلا ترتب على ذلك خسارة مادية، بعد ذلك انتقل للمربع الثاني لأنه يتضمن الأعمال المهمة غير العاجلة فكلما أنجزت هذه الأعمال وأنت تملك متسعا من الوقت كان لذلك تأثير إيجابي على مستوى الإنجاز، كما أنه يمنع انتقالها إلى المربع الأول فتصبح عاجلة فتشكل ضغط نفسيا وبدنيا عليك، ثم أنجز الأعمال في المربع الثالث ثم أخيرا انتقل للأعمال في المربع الرابع، كرر هذه العملية في ضوء ما يستجد في القوائم الأربعة من أعمال. بعد فترة من الزمن ستكتشف أن الأعمال المهمة والعاجلة قد تقلصت إلى أقل عدد ممكن هذا إن لم تكن قد انعدمت فتصبح مسيطرا على وقتك ويتحقق لك الارتياح النفسي والبدني.