رسالة الخطأ

  • Notice: unserialize(): Error at offset 8 of 9 bytes in variable_initialize() (line 1202 of /var/www/html/includes/bootstrap.inc).
  • Search is temporarily unavailable. If the problem persists, please contact the site administrator.


مواطنون وكراسي وأبناؤنا المعوقون

عندما ''جَرَب'' المواطن سلطان بن سلمان ومجموعة من الوزراء والمسؤولين والفنانين كراسي خاصة ومن نوعية مميزة، كان الهدف ''تمرير'' رسالة معينة. لم تكن كراسي منصب ولا سلطة أو زعامة أو جاه أو حتى كراسي موسيقية ولا حتى فخرية، بل كراسي لحفظ ماء الوجه للألوف من أبنائنا وإخواننا المعوقين والمعوقات. وتستمر الأعمال الخيرية في هذا البلد الطيب، برنامج ''جرب كرسي'' هو واحد من المبادرات الإنسانية المتعددة لتحفيز الإمكانات وإيصال رسالة للمشاركة بفعالية في تعزيز الحياة الكريمة للمعوقين. في سياق هذه التجربة الإنسانية ومن منطلق الشعور بمعاناة المعوقين والتعاطف معهم، ناشد المواطن سلطان بن سلمان خادم الحرمين الشريفين باعتباره رئيس المجلس الأعلى للمعوقين البدء بتفعيل نظام رعاية المعوقين والذي صدر قبل أكثر من سنتين والقاضي بتهيئة المباني العامة والشوارع وإشارات المرور لاستخدام المعوقين.
وتستمر الأعمال الخيرية في هذا البلد الطيب، وها هي تجربة إنسانية أخرى رسمها مواطنون آخرون لتجريب كرسي آخر ولتشجيع عمل الخير. بدأت القصة منذ أكثر من أربعة أعوام عند تبلور فكرة جمعية السرطان في المنطقة الشرقية. صادفت فريق العمل الصعاب والعراقيل البيروقراطية المعروفة وسار المشروع ببطء شديد لأكثر من سنة ونصف، مع أن جميع الأبواب الرسمية وغير الرسمية المتاحة طُرِقَت بلا تعب ولا ملل. أول الغيث كانت لهفة المواطن محمد بن فهد وتفاعله مع الفكرة وحرصه على متابعة الموضوع بنفسه. وفي يوم ما وصلت مكالمتان هاتفيتان، الأولى من المواطن علي النملة وزير الشؤون الاجتماعية السابق والثانية من المواطن أسامة شبكشي وزير الصحة السابق. صوت الوزيرين على الهاتف كان هادئاً ومُطَمْئِناً والرسالة كانت واضحة، المعاملة في مراحلها الأخيرة. وفعلاً وبعد فترة قصيرة صدر الأمر بالموافقة على تأسيس ''الجمعية السعودية الخيرية لرعاية مرضى السرطان في المنطقة الشرقية''.
عند التحدث عن فاعلي الخير وتجريب الكراسي لا بد من ذكر المغفور له بإذن الله المواطن الحاج عبد الله المطرود، والذي كان لي شرف مقابلته في مكتبه بدعوة كريمة منه للحديث عن موضوع عزيز على نفسه وهو تأسيس الجمعيات الخيرية. الحاج عبد الله - رحمه الله - أسس أول جمعية خيرية في المملكة عام 1382هـ وهي ''جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية'' للعناية بالفقراء والمحتاجين، كما أسس ''دار العجزة لكبار السن والمعاقين''. فارس خير آخر تتحدث أعماله عن جهوده الطيبة هو المواطن سعود الملق والذي تكرّم مشكوراً بإهدائي كتابه الشيق ''متلازمة داون، أكثر الإعاقات الذهنية تزايداً في العالم''. الدكتور الملق أسس ''الجمعية السعودية الخيرية للتربية والتأهيل'' وهو أيضاً مؤسس ''الجمعية الخليجية للإعاقة'' ومقرها البحرين. وتتوالى أعمال الخير، حيث تبرع فاعل خير بداية هذا الشهر بإنشاء مبنى العيادات الخارجية بمبلغ 15 مليون ريال بجوار مبنى المستشفى العام في القنفذة.ك
أما وقد أصبحنا في منتصف هذا الشهر الفضيل، فهذه دعوة لكل رجال الأعمال ولجان أصدقاء المرضى والجمعيات الخيرية، البنوك، وجمعيات البر لتجريب كراسي الخير وبذل المزيد من العطاء. لعلنا نتذكر أن جميع الكراسي بمختلف أحجامها وأشكالها وألوانها ''دوارة'' وفي نهاية الأمر لن يبقى إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام. هذه هي الفرصة العظيمة لعمل الخير وزيادة الحسنات والمبادرة بالعون والمؤازرة لكل الفئات الغالية في هذا الوطن من المرضى، المعوقين، اليتامى، والمحتاجين، ومساعدتهم لمواجهة التحديات التي تواجههم في حياتهم اليومية. حانت الفرصة الذهبية ليتسابق المواطنون إلى عمل الخير ودعم المعوقين والاهتمام بقضاياهم، فهذه المشاريع الخيرية من تقديم مأوى، مأكل، مشرب، مسكن، رعاية اجتماعية وطبية، وتعليم تساعدهم ليكونوا قادرين على شق طريقهم ومستقبلهم في المجتمع. لعلنا نتذكر أن هذه المشاركة في نهاية الأمر هي واجب ديني ووطني وإنساني.

كلمة شكر

قليلون جداً هم المسؤولون الذين يتفاعلون ويتواصلون مع الصحافيين وكُتاب الرأي. كلمة شكر لوكيل وزارة التعليم العالي الدكتور عبد الله المعجل الذي تفضل بالاتصال بي الأسبوع الماضي لتوضيح بعض المعلومات وللتعقيب على مقالي السابق عن العلاقات السعودية - الألمانية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي