ابتسم عند الهزيمة وتواضع عند الفوز
تحظى الرياضة باهتمام الكثير من الناس في بلادنا وخصوصا الشباب وتسيطر كثيرا على عقولهم وأفكارهم وليس هذا محور حديثي بل إن ما أريد التحدث عنه يتعلق بردود الفعل لدى المشجعين الذين لا يقبلون الخسارة في الرياضة وتحديدا في كرة القدم معشوقة الملايين كما يطلق عليها وقد لمست هذا سواء من خلال ما ينشر في وسائل الإعلام وانعكاسه على تفكير المشجعين أو ما ينشر عبر منتديات الأندية الذي أصبح بعضها يزرع التعصب وبشد وتنتشر العبارات الساقطة التي ليست من الإسلام في شيء وللأسف الشديد إن ذلك يصدر من أبناء بلاد الحرمين الشريفين التي هي القدوة لغيرها وكم من عبارات قذفت لاعبا أو حكما أو غير ذلك من الغثاء الذي ينشر ولا أدري لمصلحة من يتم هذا فاللاعبون علاقاتهم مع بعضهم البعض من خلال أحاديثهم تؤكد أخلاقياتهم الطيبة، ولكن نجد في الجانب الأخر المرتبط بالأندية وهم المشجعون يصدر منهم ما يندى له الجبين، وديننا حثنا على الأخلاقيات الحسنة وطالبنا بها يقول صلى الله عليه وسلم [والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه]، وقد كرر المصطفى صلى الله عليه وسلم القسم أكثر من مرة لأهمية ذلك، وأنني أسأل بعض الإخوة المشجعين، هل يحب أحدكم أن يقذفه أحد؟ أم هل يحب يصيبه أذى؟ إلى آخر ذلك من التساؤلات التي لا تنتهي ويقيني أن الإجابة ستكون بلا لأن الإنسان يحب لنفسه الخير فلماذا لا يحبه للآخرين؟ ويساهم في نشر الخير من خلال المنتديات الرياضي سواء للأندية أو غيرها من المنتديات بصفة عامة، فسيجد نفسه يوم القيامة وقد جاء بحسنات ما أحوجه لها خصوصا إذا أخلص النية لله سبحانه وتعالى والله سبحانه وتعالى [ألم تر كيف ضرب الله مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون، ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار] 25- 26 من سورة إبراهيم، ويقول بعض المفسرين أن كلمة طيبة هي كلمة التوحيد والشجرة هي شجرة الإيمان وفروعها الأعمال الصالحة، وأقول إننا بحاجة للحسنات ومساهمتنا في نشر الخير يجعلنا إن شاء الله مثابرين للعمل الصالح الذي سيبقى لنا أما غير ذلك فإنه زائل، وخسارة مباراة أو بطولة أو غير ذلك لا يعني أن يخسر الإنسان أخلاقه ويخسر أصدقاءه ويخسر إخوانه في الدين الرابط الأقوى وعلى المشجع أن يبتسم عند الهزيمة ويتواضع عند الفوز، ويحافظ على الخلق الطيب فالخلق الحسن والكلمات الطيبة هي ما ينبغي أن تسود في وقت كل واحد منا بحاجة لها أكثر من حاجته للماء والطعام لأنها تكسبه رضا ربه وزياد حسناته بإذنه تعالى فحري بكل مشجع أن يحرص على هذا الجانب وألا يخسر مع النتيجة الأخلاق التي هي الأهم يقول عليه الصلاة والسلام [أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه]، فللخلق الحسن منزلة عالية عند الله.
وفي المقابل يقول صلى الله عليه وسلم [إن أحدكم ليلقي بالكلمة من سخط الله تهوي به في جهنم سبعين خريفا] كلمة يضحك بها أصدقاءه، لكن ما هي النتيجة تهوي به في جهنم سبعين عاما فعلينا إخوة الدين أن نكون حريصين على زيادة المحبة والإخاء حتى ينقذ كل إنسان من النار فإن الأجساد على النار لا تقوى، اسأل الله أن يغفر لنا جميعا الذنوب ويأخذ بأيدينا لكل خير إنه على ذلك قدير.