مظاهر جودة الحياة نتيجة رؤية 2030

نشرت وزارة الصحة الأسبوع قبل الماضي خبرًا مبشرًا بمناسبة (يوم الصحة العالمي) يشير إلى أن الارتفاع المتوقع لمتوسط العمر للسعوديين سيصل -بإذن الله- هذا العام إلى نحو 79 عاماً بدلاً من 74 عاماً في 2016، وقد تم التوصل إلى ذلك التوقع نتيجة لما تحقق في سياق برنامج "تحول القطاع الصحي" الذي تقوده وزارة الصحة كأحد برامج رؤية السعودية 2030 ضمن الجهود المستمرة في تحسين جودة الخدمات الصحية وتعزيز التوعية للوقاية من المخاطر المؤثرة في صحة الإنسان، متكاملة مع برنامج "جودة الحياة" الذي هو أحد برامج السعي إلى تحقيق الرفاهية في سنوات عمر الإنسان، عبر نسق وتنسيق محكم لبرامج الرؤية المباركة التي طرحها ويتابع تنفيذها بشكل دقيق الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وكنا من قبل لا نسمع عن مصطلح "جودة الحياة" إلا في القصص والروايات، لكنه اليوم واقع نشاهد مظاهره في مدن مناطق بلادنا.

ويتمثل ذلك المفهوم في تعزيز المشاركة في الأنشطة الثقافية والترفيهية ودعم الفنون والفعاليات عبر خيارات متنوعة مع تشجيع الرياضة وممارسة النشاط البدني عبر مرافق رياضية نراها تنتشر في المدن بشكل يشجع على مشاركة الجميع في الرياضة اليومية وأهمها رياضة المشي، وإضافة إلى ذلك تحسين البنية التحتية والخدمات مثل الحدائق والمساحات الخضراء والنقل العام بعد دخول القطارات والحافلات الحديثة، ما خلق بيئة حضرية متكاملة.

وتتم جميع هذه النشاطات في ظل الأمن والسلام الذي يعيشه المواطن والمقيم في حياته اليومية.. وهذه أهم صفات بلادنا المحفوظة بحفظ الله، ثم بحرص قيادتها على توفير الأمن والسلامة للجميع.

وقد بنيت حوكمة دقيقة تكفل تحقيق مستهدفاتها ومتابعة تطورها، تتشارك فيها مؤسسات الدولة وإدارات البرامج مثل مركز برنامج جودة الحياة، فبتنا نعايش بشكل مستمر ما يتحقق بالفعل، ورفع نسبة الممارسين للرياضة التي تجاوزت المستهدف لتصل إلى 58.5% وكذلك زيادة عدد المرافق الرياضية، ما ينعكس إيجابا على صحة الإنسان وتقليل السمنة في المجتمع، التي يستهدف البرنامج خفضها بنسبة 10%، ومن أهم مستهدفات جودة الحياة في مجال الحياة الحضرية في المدن رفع تصنيف 3 مدن سعودية لتكون من بين أفضل 100 مدينة عالمية في جودة الحياة، وزيادة المساحات الخضراء ونسبة المساحات العامة للفرد التي ارتفعت من 3.5% إلى 6.5% تقريبًا.

وأخيرًا: من المعروف أن مشاريع التطوير الحضري التي تحقق جودة الحياة تستغرق وقتًا طويلًا تخطيطًا وتنفيذًا، وما نراه من مشاريع في مدن بلادنا بداية تدعو للتفاؤل، ومنها افتتاح المرحلة الأولى من مشروع المسار الرياضي الممتد على مسافات طويلة في مدينة الرياض، ما يشجع على ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها والانطلاقة الناجحة لمترو الرياض وغيرهما من المشاريع الكبرى التي تشرف عليها باقتدار واضح الهيئة الملكية لمدينة الرياض، إضافة إلى الجهود الملموسة التي أصبحت تتنافس فيها أمانات المناطق، ومنها الخدمات البلدية وانتشار برامج التشجير مثل برنامج "الرياض الخضراء" ومبادرة "السعودية الخضراء" والمحميات الملكية التي أسهمت في حماية البيئة وتوسيع القدرة الخضراء لتحقيق مستهدفات الاستدامة وتحسين الأجواء بشكل ملحوظ.

كل هذه المشاريع تسهم في أنسنة المدن التي تنعكس إيجابًا على جودة الحياة، ومن المؤمل أن تشمل الجهود حلولًا لازدحام المرور وإزعاج بعض الأصوات التي تطلقها السيارات والدراجات النارية التي يتعمد أصحابها إضافة هذه الأصوات، ما يتطلب قيام المرور بتطبيق أشد الجزاءات على مرتكبيها لكي يسود الهدوء وينعم الممارسون للرياضة والجالسون في المطاعم والمقاهي بجودة الحياة بشكل كامل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي