عداوة الشيطان
إن الله هدانا بنعمته, وشرفنا بمحمد صلى الله تعالى عليه وسلم وبرسالته, ووفقنا للاقتداء به والتمسك بسنته, ومن علينا باتباعه الذي جعله عاما على محبته ومغفرته, وسببا لكتابة رحمته وحصول هدايته, فقال سبحانه "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم", وقال تعالى: "ورحمتى وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي" ثم قال: "فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون".
وقد جعل الله الشيطان عدوا للإنسان يقعد له الصراط المستقيم ويأتيه من كل جهة وسبيل , كما أخبر الله تعالى عنه أنه قال "لأقعدن لهم صراطك المستقيم. ثم لا تينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين", وحذرنا الله عز وجل من متابعة الشيطان وأمرنا بمعاداته ومخالفته, فقال سبحانه "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا", وقال "يابني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة", وأخبرنا بما صنع بأبوينا تحذيرا لنا من طاعته, وقطعا للعذر في متابعته, وأمرنا الله سبحانه وتعالى باتباع صراطة المستقيم ونهانا عن اتباع السبل, فقال سبحانه "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله", وسبيل الله وصراطه المستقيم: هو الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته. بدليل قوله عز وجل "يس والقرآن الحكيم. إنك لمن المرسلين. على صراط مستقيم", وقال "وإنك لعلى هدى مستقيم" وقال "إنك لتهدى إلى صراط مستقيم" فمن اتبع رسول الله صلى الله تعالى عليه وآل وسلم في قوله وفعله فهو على صراط الله المستقيم, وهو ممن يحبه الله ويغفر له ذنوبه, ومن خالفه في قوله أو فعله فهو مبتدع, متبع لسبيل الشيطان غير داخل فيمن وعد الله بالجنة والمغفرة والإحسان.