الحالة صعبة

وصلتني رسالة من الأخ م. القحطاني يشتكي فيها حالته الاقتصادية الصعبة وظروفه السيئة وهذه مقتطفات من رسالته:
أفنيت من عمري ما يقارب 23 سنة في خدمة وطني في عدة مناطق متباعدة من شرورة في أقصى جنوبه إلى حفر الباطن في أقصى شماله في مجال السلك العسكري بكل أمانة وجدية وإخلاص ومثابرة وبكل حب ووفاء لهذا الوطن العظيم، وقد كنت ولله الحمد من المميزين في مجال عملي ولم أتخاذل أو أتغيب يوما عن أداء الواجب الوطني المناط بي، وقد شاركت ولله الحمد بفعالية ضد الغزو العراقي وكنت من الأفراد المميزين وكنا نتعرض كل يوم لخطر محدق لو استعمل الجيش العراقي فيه الأسلحة الكيماوية, حيث كنا نرابط على بعد أمتار قليلة من الجيش العراقي وذلك لكي نحمي وطننا الغالي من خطر الجيش العراقي وكان رصاص وقذائف الجيش العراقي تنهمر علينا من كل ناحية وكانت حياتنا معرضه للخطر بشكل كبير ولكن لا بد من التضحية في سبيل تحرير جزء من وطننا العظيم، وقد حصلت بفضل الله بسبب هذا التميز على عدة أوسمة وميداليات وشهادات من قبل قائد مسرح العمليات وبموجب شهادات رسمية موقعة من الملك فهد شخصيا وأيضا شاركت في حرب تحرير الكويت.
وهذا الشيء لا فخر لي فيه فوطني يستاهل أن أضحي من أجله بالغالي والرخيص ولا أمنّ هذه التضحية على وطني فهذا واجبي تجاه وطني والوطن يستاهل التضحية.. ولكن ما يحز في نفسي ويؤلمني هو أنني عندما احتجت لحكام ورجال أعمال وسيدات ومحسني ومحسنات وطني للوقوف والتضامن معي ولمساندتي في شدتي للأسف لم يستجب أحد لندائي أو إغاثتي ولم يقدر أحد ظروفي وظروف أسرتي.
سيدتي إنني مواطن سعودي أعمل في السلك العسكري وأعمل في القوات البرية في حفر الباطن منذ 23 عاما وأعول أسرة ذاقت مرارة الحرمان وحرمتها الظروف من أبسط حقوقها المعيشيه أسرة اتكأ عليها الزمن بقسوته المرة ورمتها الأقدار على رصيف النسيان وتخلى عنها المجتمع عندما كانت في أمسّ الحاجة إليه، وهذه الأسرة ليست شخصا أو شخصين بل أسرة مكونة من زوجة وستة أبناء صغار في السن لا يزالون يدرسون وزوجتي مصابة بمرض نفسي مزمن. ويوجد علي ديون وأقساط كثيرة تقدر بنحو 250 ألف ريال وقد عجزت عن قضاء هذه الديون وقد صدر بحقي صك شرعي من المحكمة الشرعية في حفر الباطن يلزمني بتسديد هذه الديون وقد أعطاني صاحب الصك الذي يطالبني فرصة حتى نهاية هذا الشهر (شهر شوال) أو يقوم بإدخالي السجن بموجب الصك الشرعي وأنا قد حاولت أن أتغلب على هذه الديون وحاولت تسديدها ولكنني عجزت تماما وأنا في حالة دخولي السجن سوف تضيع أسرتي وتتشرد.
إن هذه الديون للوالد" الله يرحمه" عبارة عن أقساط كثيرة منها أقساط للبنك الأهلي وأقساط للبنك الأمريكي وديون متفرقة لشركة نيسان، ولأحد تجار التقسيط الذين يستغلون ظروف المحتاجين ويبيعون لهم ومن ثم يذلونهم ذلا مهينا.. ويرعبونهم كل يوم بأن يشتكوهم للجهات المختصة وقد استخرج هذا الشخص صكا شرعيا من المحكمة الشرعية في حفر الباطن.
إن هذه الديون والأقساط قضت على راتبي تماما ولم يبق من راتبي شيء, بل أقسم لك بالله العظيم أن هذه الديون التي في ذمتي وأسددها شهريا تتجاوز راتبي بالضعف ومع ذلك لم أستفد ولم تستفد أسرتي من راتبي شيئا ولم يسدد ديوني لأن الأقساط التي في ذمتي التي أسددها شهريا أكثر من راتبي، فأنا أسدد شهريا ما يقارب تسعة آلاف ريال وراتبي لا يتجاوز ستة آلاف ريال، مما جعلني أعجز عن قضائها وجعلتني هذه الديون أمر بحالة نفسية سيئة جدا،
ومما يحز في نفسي أن راتبي يذهب كله لأصحاب الديون وأسرتي محرومة منه فوالله العظيم أنني في أوقات كثيرة لا أجد من المال ما اشتري به كيس خبز أو علبة حليب لأطفالي.
لعن الله الديون كم هي تذل الإنسان وتجعله ذليلا مهانا صغيرا في عيون أسرته وأولاده ومجتمعه وأقاربه وتنزل من قدره وتقضي على جميع صفات الكرامة لديه وتجعله يتنازل عن مبادئه فلم أكن أتخيّل يوما من الأيام أن أضع نفسي في هذا الموقف المحرج وأحرجك معي سيدتي بطلبي مساعدتك ولكن هذه من مآسي هذه الديون المذلة فالديون قاسيه جدا.
ولم يستعذ الرسول صلى الله عليه وسلم من الديّن بقوله "أعوذ بالله من غلبه الديّن وقهر الرجال" ألا هو يعلم صلى الله عليه وسلم كم الديون مذلة ومهينة.
هذه بعض نصوص من الرسالة وهي من خمس صفحات كاملة ومع أن هذه الجريدة ليست متخصصة في الشؤون الاجتماعية، ولكن المؤلم هنا حالته الاقتصادية، ومع أنني قرأت رسالته قبلاً في جريدة أخرى ومن قبل كاتب آخر، ولكني وعدته بنشرها ولا أستطيع التعليق عليها.
وإذا كان الأخ م. القحطاني قد وصف وضعه الاقتصادي بدقة وصدق، فلدي رقم جواله والبريد الإلكتروني للمهتمين بتقديم يد المساعدة له.
والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي