تقيُّ نقيُّ محبوبٌ بين مواطنيه
عندما يقول دكتور روب سوبحاني هذه الكلمات في الـ "واشنطن تايمز"، لم يكن ذلك من باب المجاملات أو الكلمات المدفوعة، بل هي حقيقة يدركها في مملكة الإنسانية الصغير والكبير من الجنسين ويحبون مليكهم وولي أمرهم ويثقون به، وهذا أمر لا جديد ولا جدال فيه.
لا نحتاج لإثبات هذا الأمر إلى مبررات وتقارير وأرقام، بل إن أي شخص تقابله وتسأله عن شعوره تجاه " وجه الخير" تجده يبادل مليكه وولي أمره الشعور نفسه، وأقول يبادله، لأننا ندرك مدى محبة الملك عبد الله لأبنائه وحرصه واهتمامه بهم من الصغير إلى الكبير، رجلا كان أو امرأة.
فإن يقول أبناء مملكة الإنسانية هذا الكلام ويعبرون عن شعورهم تجاه مليكهم، وأن يبادله الأصدقاء هذا الشعور، فإن كل هذا ليس بالأمر المستغرب، وذلك لقربهم ومعرفتهم للكثير من الأمور التي تحبب في شخص الملك عبد الله، ولكن حتى أولئك الذين لهم خلافات مع خادم الحرمين الملك عبد الله، فإنهم يبادلونه الاحترام والتقدير لمعرفتهم بأصالة الملك ونبل أخلاقه حتى وصفه أحدهم بوصف "الفارس النبيل".
كلنا يدرك هذا الأمر، وكلنا مستبشر كل الخير في "وجه الخير" وكلنا يثق ويتفاءل بالمستقبل، وترى هذا الأمر جليا في وجوه الشباب خاصة.
الكلمات البسيطة والصادقة التي يتحدث بها المليك تدخل إلى القلب مباشرة، وهي السر الذي جعل الجميع يحس بمدى قربه من الجميع.
لقد أدركت ذلك ومدى جاذبية المليك وأسره القلوب والعواطف، عندما تشرفت بالترجمة خلال زيارته، عندما كان وليا للعهد، إلى اليابان، وقد أجبرني وأجبر جميع زملائي على محبته وأبوته وقلبه الكبير والحنون واهتمامه بنا.
ليس هناك من شك أن ما يقوله المليك يفعله، وهو لا يجامل ولا يهادن في مصلحة وطنه وشعبه ولا يخشى إلا ربه. وقد استبشرنا خيرا بالميزانية الهائلة التي ستصرف على الخدمات التي تقدم للمواطنين من التعليم، الصحة، المواصلات، والبنية الأساسية للكثير من المشاريع الاقتصادية العملاقة وغيرها الكثير.
واستبشرنا خيرا عندما قال خادم الحرمين الشريفين للوزراء: إن لا عذر لكم وإن المحاسبة ستفعل وسيحاسب كل مقصر.
لم يعد الحساب مقصورا على الفساد المالي والإداري، الذي يحتاج إلى تفعيل قرارات ولاة الأمر لدى الجهات الرقابية، بل إن الإهمال والتقصير وسوء الإدارة سيحاسب عليه أيضا كل مقصر من المسؤولين، لأنها أمانة ومسؤولية ولاها لهم ولاة الأمر، لثقتهم بهم وحسن ظنهم وتاريخهم الإداري والفني.
لسنا بحاجة لسبق الأحداث والقفز على عاملي الوقت والمكان، لأن كل هذه الأمور وغيرها من الإصلاحات والتحسين في مجال الخدمات قادم لا محالة في ظل التوجيهات السامية من ولاة أمرنا بإذن الله.
لكنني أود الإشارة إلى مضاعفة الميزانية والإنجازات المأمولة من المسؤولين في الجهات الخدمية بحاجة إلى مزيد من الجهد والوقت واليد العاملة نظرا لحجم العمل وحجم المشاريع العملاقة القادمة، وسيكون كل شيء مضاعفا إن لم يكن أكثر من ذلك.
إنني في هذه العجالة أذكر فقط بكلمات خادم الحرمين وتطلعاته على صعيد الخدمات التي من المأمول إنجازها خلال هذه الميزانية للمواطن في مملكة الإنسانية، والتي سيحاسب كل مقصر على تقصيره إن لم يصل إلى حجم المسؤولية والأمانة.
هذه إحدى بشائر الخير من "وجه الخير" فكيف لا يتمتع مليكنا بيننا بكل الحب والتقدير.
نحن لا نقول الكلمات نفاقا، ولا نكتب العبارات مجاملة، أو بثمن، بل إن الروح والمال والولد فداء لله ثم المليك والوطن.
لم يعرف عن تاريخ بلادنا سوى الصدق والمصداقية وحسن التعامل والوفاء مع الصديق والعدو، وعونا لكل من احتاج للعون، وطرفة لعيون الأعداء والحاسدين.
هنيئا لنا بملك الإنسانية التقي النقي الذي يواجه التحديات ويتمتع بشعبية عالية بين مواطنيه.
وأعلم أن كل كلمات الحب والولاء والوفاء لا تفي مليكنا حقه، ولكنها مجرد خاطرة أثارها سوبحاني في مقالته في الـ "واشنطن تايمز". والله من وراء القصد.