من مات وعليه دين

<a href="mailto:[email protected]">d_almakdob@hotmail.com</a>

الدين شأنه خطير فإن الله لا يغفره إلا بسداده أو إسقاطه حتى لو قتل المدين في سبيل الله فكيف بمن هو دون ذلك، وفي حديث أبي قتادة أن رجلا قال: يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدين" رواه مسلم،
وعن محمد بن جحش رضي الله عنه قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه إلى السماء ثم وضع راحته على جبهته، ثم قال: "سبحان الله ماذا نزل من التشديد؟ فسكتنا وفزعنا. فلما كان من الغد سألته يا رسول الله ما هذا التشديد الذي نزل؟ فقال: والذي نفسي بيده لو أن رجلا قتل في سبيل الله ثم أحيي ثم قتل ثم أحي ثم قتل ثم أحي ثم قتل وعليه دين ما دخل الجنة حتى يقضى عنه دينه" رواه أحمد.
وقد امتنع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة على من مات وعليه دين، كما روى سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتي بجنازة، فقالوا: يا رسول الله صل عليها، قال: "هل ترك شيئا" قالوا: لا، قال: "فهل عليه دين" قالوا: ثلاثة دنانير، قال: "صلوا على صاحبكم" قال أبو قتادة: صل عليه يا رسول الله وعلى دينه، فصلى عليه" رواه البخاري.
وفي رواية الحاكم في حديث جابر: فجعل رسول الله إذا لقي أبا قتادة يقول: "ما صنعت الديناران؟ حتى كان آخر ذلك أن قال: قد قضيتهما يا رسول الله، قال: الآن حين بردت عليه جلده".
قال ابن حجر: وفي هذا الحديث إشعار لصعوبة أمر الدين وأنه لا ينبغي تحمله إلا من ضرورة. والمشاهد الآن تحمل الديون الكبيرة دون التفكير في عواقبها بل إن البعض يبيت في نيته المماطلة في سدادها ويرى أن المبادرة في الوفاء من السذاجة وشاهد هذا المحاكم الشرعية ودوائر الحقوق وأيضا يحرم معونة الله له في السداد يقول صلى الله عليه وسلم (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله) ويحرم فضل الله الدنيوي والأخروي.
ففي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن صاحبكم محبوس عن الجنة بدينه" وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه"
ومن الأحاديث الدالة على خطورة الدين وشدته:
ما رواه أبو داود عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن أعظم الذنوب عند الله أن يلقاه بها عبد بعد الكبائر التي نهى عنها أن يموت رجل وعليه دين لا يدع له قضاء".
فهذه الأحاديث العظيمة القاطعة بعظم ذنب من مات وعليه دين كفيلة بردع كل قلب يشم رائحة الإيمان، ومحذرة كل التحذير أن يأخذ المسلم مال أخيه لا يريد أداءه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي