الاقتراض والسداد
<a href="mailto:[email protected]">d_almakdob@hotmail.com</a>
الدين مشروع في الإسلام عند الحاجة إليه وبقدر ما يدفع الحاجة وبشرط القدرة على الوفاء والعزم الصادق على ذلك ومتى قدرت على السداد فبادر إبراء لذمتك وأداء لحق مقرضك فمن استقرض قرضا فليرده، ولا يماطل في سداده، فإن مطل الغني ظلم، يحل عرضه وعقوبته ومن استقرض قرضا يريد أداءه، فإن الله عون له كما قال صلى الله عليه وسلم: "من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه".
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حمل من أمتي دينا ثم جهد في قضائه ثم مات قبل أن يقضيه فأنا وليه" رواه أحمد.
وفي حديثها الآخر: "ما من عبد كانت له نية في أداء دينه إلا كان له من الله عون". رواه أحمد.
وإذا عجز أحدكم عن أداء ما عليه من دين في حينه، فليستسمح صاحبه فإنه أطيب لخاطره وأركد لباله.
ولا يبيت أحدكم وفي ذمته دين قليل كان أو كثيرا، إلا كتبه في وصيته.
لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما حق أمرئ مسلم، له شيء يوصي فيه، يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده" متفق عليه.
ولا يذل أحدكم نفسه يستدين ثم يستدين حتى يعجز عن الأداء، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ من الدين.
وأيما رجل حل وفاء دينه، وكان على معسر يعجز عن سداده، فيحرم عليه مطالبته به حتى يجد ميسرة، كما قال تعالى: "وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وإن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون".
وفي حديث بريدة .. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أنظر معسرا كان له بكل يوم مثله صدقة" قال: ثم سمعته يقول: من أنظر معسرا فله بكل يوم مثليه صدقة" فقلت: يا رسول الله إني سمعتك تقول: فله بكل يوم مثله صدقة، وقلت: الآن فيه بكل يوم مثليه صدقة. فقال: "أنه ما لم يحل الدين فله بكل يوم مثله صدقة، وإذا حل الدين فأنظره فله بكل مثليه صدقة" رواه أحمد.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن رجلا لم يعمل خيرا قط، وكان يداين الناس، وكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا فلقي الله فتجاوز عنه".
فلنرض أنفسنا على هذه الأحاديث لتحقق العبادة الصحيحة فليست مقصورة على الصلاة والصيام بل تشمل جميع الحياة.