حدثوا الناس بما يعرفون
<a href="mailto:[email protected]">d_almakdob@hotmail.com</a>
الرخص المتعلقة بالصلاة كثيرة جدا وسأحرص بإذن الله على بيانها كاملة ولو بشيء من الاختصار مع عناية بالدليل ووضوح العبارة وسهولة الفهم ليناسب أغلب المتلقين، إذ الغاية من هذه الكتابة نشر العلم تقربا إلى الله عز وجل وقد كره العلماء أن يخص العلم بأناس دون آخرين، وقال علي رضي الله عنه "حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذَّب الله ورسوله" قال العيني في عمدة القارئ: أي علّموا الناس بما يعرفون أي بما يفهمون والمراد علموهم على قدر عقولهم وفهمهم ولا تحدثوهم بحديث تعجز عن إدراكه عقولهم أو يلبس عليهم فهمه فلا يتحقق القصد من بذل العلم، وقال علي رضي الله عنه كما في تذكرة الحفاظ" ألا أنبئكم بالفقيه حق الفقيه من لم يقنّط الناس من رحمة الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله ولم يؤمنهم من مكر الله" وقال ابن مسعود رضي الله عنه "ما أنت محدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة" رواه مسلم.
وأخرج البيهقي في السنن الكبرى بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا حدثتم الناس عن ربهم فلا تحدثوهم بما يغرب عنهم ويشق عليهم".
وقال ابن سعد بن الهيثم:
لا ترد غير الواضح المشهور من
قول النبي الأريحي الأبطحي
ودع الغرائب والمناكير التي
في الحشر إن نوقشت فيها تستحي
لذا حرصت أن أنهج هذا المنهج فيما مضى وفيما نستقبل بإذن الله وهو جهد المقل الذي لا يستغني عن آرائكم وتصويبكم ونصحكم عسى الله أن ينفعنا جميعا بما نكتب ونقرأ وأن يجعله خالصا لوجهه محققا رضاه.
إن الصلاة آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين وأفضل الأعمال بعدهما فهي عمود الإسلام والفارقة بين الإسلام والكفر، من حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع وهي واجبة على كل مسلم بالغ عاقل ذكر أو أنثى أو خنثى بالكتاب والسنة والإجماع القطعي قال تعالى "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" أي مفروضا في الأوقات وقال سبحانه "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة" وقال عليه الصلاة والسلام لما بعث معاذا إلى اليمن: أخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، وحكى إجماع الأمة على الصلوات الخمس فرض عين على كل مسلم مكلف في كل يوم وليلة غير واحد من أهل العلم وقال ابن رشد: لا يرده إلا كافر يستتاب فإن تاب وإلا قتل، والحكمة في مشروعيتها والله أعلم التذلل والخضوع بين يدي الله عز وجل المستحق للتعظيم ومناجاته تعالى فيها بالذكر والقراءة والدعاء وعمارة القلب بذلك واستعمال الجوارح في خدمته. وإلى الملتقى.