رسالة الخطأ

Search is temporarily unavailable. If the problem persists, please contact the site administrator.


الأسهم والحصان

<a href="mailto:[email protected]">alamiaa@yahoo.com</a>
 
يحدثنا الحميدي في أحد المنتديات عن حكمة قديمة لدى قبائل الهنود الحمر تقول: "إذا اكتشفت أنك تركب حصاناً ميتاً (أو على وشك الموت) فإن أفضل إستراتيجية هي أن تنزل عنه". أنقل هنا – بتصرف – تطبيق هذه النظرية على بيئة تداول الأسهم من ضمن استراتيجيات أخرى.
 
1) شراء سوط أقوى: يعتقد البعض ـ خاصة الهوامير - أن استعمال سوط أقوى قد يشجع الحصان على النهوض والمضي قدماً وقد يتغير اللون الأحمر إلى أخضر.
2) تغيير الفارس: هذه الاستراتيجية لن تجدي نفعاً مهما كان عدد أو نوعية الفرسان إلا إذا كان الفارس طفلاً مبللاً وذا سيولة عالية.
3) تشكيل لجنة لدراسة مشكلة الحصان: تشتهر بعض شركات الاستشارات بتشكيل "فرق عمل" لعمل دراسات جدوى وتأليف الخطط وغالباً ما تنتج عنها زيادة في التجزئة وانخفاض في الخصخصة مع انعدام في الشفافية. تعتبر هذه الاستراتيجية من أكثر الوسائل شعبية في الكثير من الشركات والهيئات البيروقراطية حيث تشكل اللجان من قطاع الأعمال وفي بعض الأحيان من "قطاع الطرق".
4) الترتيب لزيارات ميدانية لشركات أخرى لمعرفة كيف تقوم هذه الشركات بركوب الحصان الميت: يبدع الكثير من الشركات في تبذير مبالغ طائلة للزيارات "الميدانية" لشركات أخرى Benchmarkingالتي لا تغني ولا تسمن من جوع.
5) رفع معايير ركوب الأحصنة الميتة: عدم أو تأجيل تطبيق القوانين والتساهل في تفعيل الأنظمة مع المخالفين لأن ذلك يرفع كلا من علاوات الإصدار والعمولات الباهظة التي "تشفطها" البنوك من المتداولين. كذلك تساعد هذه الاستراتيجية على "السقوط الحر" وهبوط القيمة السوقية للأسهم القيادية وغير القيادية على حد سواء.
6) عمل دورات تدريبية لتقوية مقدراتنا في ركوب الخيل: هنا تبرز أهمية التعاقد مع خبير أجنبي لتقديم المحاضرات عن "الاكتتاب في الاكتئاب"، وعن علاقة الأسهم بمنظمة التجارة العالمية والعولمة ومنظمة "الجات"، خاصة النبات الذي يزرع في اليمن الشقيقة.
7) إجراء مقارنة لحالة الخيول الميتة الأخرى: بما أن هناك شركات أيضاً ميتة أو وهمية في السوق، فلا بأس من "التراجع التصحيحي" بغض النظر عن الحدود الدنيا المنخفضة.
8) التعاقد مع جهات خارجية لركوب الحصان الميت: السماح للوافدين بدخول السوق على شرط عدم تنويع المحافظ وتعرف هذه الطريقة بالتعاقد الخارجي أو الـ Outsourcing.
9) ربط عدة خيول ميتة مع بعضها من أجل زيادة سرعتها: وتتم عادة تحت اسم "إعادة هيكلة" أو "الدمج" مما ينتج عنه "تدوير السهم نفسه" على أمل خفض النفقات وزيادة الربحية.
10) نقل مخصصات مالية إضافية لزيادة أداء الحصان: تشتهر البنوك بتطبيق هذه الاستراتيجية تحت بند "تسييل المحافظ" كما يشتهر المضاربون بهذه الخاصية بما "يجني الأرباح".
11) شراء أدوات تستطيع أن تجعل من الحصان الميت يجري بسرعة أكبر: تعرف هذه الطريقة تقنياً بـ "الترقيع" وتشمل رفع أو خفض مستويات الذبذبة التي يمكن أن تستفيد منها "النخبة القليلة" من المساهمين بغض النظر عن الأضرار التي قد تلحق بالـ 95 في المائة من المتداولين الآخرين.
12) رفع شعار أن الحصان يكون "أفضل وأسرع وأرخص" إذا كان ميتاً: ولهذا ترتفع مكررات الربحية في الشركات الخاسرة لمستويات عالية يصاحبها "تلميع" اللوحات الخارجية. هذه استراتيجية عديمة المخاطرة لأن القانون لا يسمح بالإفصاح عن أسماء المخالفين. بالمناسبة، القانون آلة موسيقية تصدر أصواتا جميلة خاصة عند اللعب بها بالأصابع.
13) الإعلان بأن هذا الحصان قد تم اقتناؤه بتكلفة ضمن بنود الميزانية: تعتبر هذه الطريقة ناجحة جداً خاصة إذا ارتفعت مكررات الربحية إلى 60 ضعفا ثم انخفضت إلى 20 ضعفا خلال أسابيع قليلة مع التأكيد للمساهمين أن الوضع سيتحسن عاجلاً أم آجلاً، تماماً مثل الشرهات، أي البدلات المالية دون ضوابط التي تعتمد عادة على المزاجية.
14) ترك الحصان على ما هو عليه أملاً بأن تعود إليه صحته: قد تكون هذه الحالة ناتجة لـ "إعطالات فنية" المفروض أنها غير مقصودة. تسمى هذه الطريقة أيضاً "التصحيح التلقائي" الذي تشهده السوق نتيجة للسيولة المالية العالية التي يضخها الصغار في جيوب الكبار.
15) ترقية الحصان الميت إلى منصب استشاري: يُطَبَق هذا الحل إذا لم تنجح أي من الاستراتيجيات السابق ذكرها، وهي من أنجح الطرق لحفظ ماء وجه الحصان والشركة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي