الخشوع في الصلاة (2)

<a href="mailto:[email protected]">d_almakdob@hotmail.com</a>

الخشوع سبب الفلاح والنجاة "قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون" فقد علق الله فلاح المصلين بالخشوع في صلاتهم فدل على أن من لم يخشع فليس من أهل الفلاح، ثبت في سنن أبي داود عنه صلى الله عليه وسلم، قال: "خمس صلوات افترضهن الله من أحسن وضوءهن وصلاتهن لوقتهن وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ومن لم يفعل فليس له على الله عهد إن شاء غفر وإن شاء عذبه". وثبت في صحيح البخاري عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين يقبل عليها بقلبه ووجهه لا يحدث فيها نفسه إلا وجبت له الجنة".

وإن مما يعين على الخشوع في الصلاة استشعار المصلي أنه يقف أمام رب العالمين ملك الملوك وخالق الناس أجمعين وأنه يناجيه فليحسن مناجاته لربه، قال صلى الله عليه وسلم، "إن أحدكم إذا قام يصلي فإنما يناجي ربه فلينظر كيف يناجيه، وليعلم المصلي أن الله يجيبه في صلاته" كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم، أنه قال: قال الله تعالى "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي، فإذا قال الرحمن الرحيم قال الله أثنى علي عبدي، فإذا قال مالك يوم الدين قال الله مجدني عبدي، فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال الله هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل"، أفبعد هذا يليق بك أن تنصرف عن ربك في صلاتك وهو يناجيك وتعرض عنه وهو يناديك، ثم ليتذكر المصلي أنه مفارق لهذه الدنيا وليصل صلاة مودع. يقول عليه الصلاة والسلام "أذكر الموت في صلاتك فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته وصل صلاة رجل لا يظن أنه يصل غيرها وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا أيوب فقال له: "إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع" يعني صلاة من يظن أنه لن يصلي غيرها، وتدبر كتاب الله واستشعر أذكار الصلاة وتذكر قول الله تعالى: "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون".
وإلى الملتقى

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي