رسالة الخطأ

  • Notice: unserialize(): Error at offset 8 of 9 bytes in variable_initialize() (line 1202 of /var/www/html/includes/bootstrap.inc).
  • Search is temporarily unavailable. If the problem persists, please contact the site administrator.


متحف "الفن" الأمريكي

<a href="mailto:[email protected]">alamiaa@yahoo.com</a>

افتتح أخيراً، في واشنطن، "متحف الفن الأمريكي" الذي يعد في مستوى متحف "اللوفر" الفرنسي للأمريكيين. المتحف الأمريكي هو الأكبر من نوعه في أمريكا والعالم ويحتوي على مقتطفات من تاريخ أمريكا عبر فنونها وحضارتها وثقافاتها وهو جزء من مجموعة متاحف "سمثونيان" التي، تتفوق مجتمعة على متحف "اللوفر" حجماً وليس بالضرورة أهمية.

أمام الردهة الأمامية تقع قاعة الأشلاء. الفن الأمريكي له خصوصيته، خاصة بعد انتشار ثقافة "المحافظين الجدد" الذين أضافوا لمسة بربرية جديدة على الفنون الجميلة. هناك قسم أشلاء الهنود الحمر ولعل أبشعها مذبحة "ميستيك فورت" حينما حوصِر أكثر من 600 من الهنود الحمر أصحاب الأرض الأصليين وأحرقوا عن آخرهم. هناك أيضاً لوحات بالفحم الأسود توضح تبادل الخبرات الفنية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وتشمل لوحات متفحمة لمخيمات صبرا وشاتيلا، ومذبحة قانا، ومذبحة قرية مروحين التي قتل فيها الإسرائيليون بدم بارد لاجئين مدنيين هاربين من القصف الوحشي وبتغطية "فنية" بالألوان الحمراء الفاقعة من العم سام. يعتمد فن الرسم بالأشلاء على الإبادة الجماعية والقصف الوحشي للمدن والقرى، مما زاد درجة الكراهية في وسط الشعوب المحبة للسلام والعدل ضد الفن الأمريكي.

أما قاعة الأطفال فتنقسم إلى عدة أقسام من أهمها أطفال فيتنام وأطفال كمبوديا وأطفال فلسطين وأطفال العراق، كما يجهز القائمون على المتحف قسماً جديداً عن أطفال لبنان. في قسم أطفال لبنان لوحة كبيرة منقوش عليها دعوة مجلس حاخامات الحكومة الإسرائيلية إلى إصدار أوامرها لقتل المدنيين في لبنان وغزة، مشيرا إلى أن "التوراة" تجيز قتل الأطفال في زمن الحرب. لقد دعمت أمريكا "الفن" الإسرائيلي فطلبت من كل العالم أن يبللوا اتفاقية جنيف "ويشربوا ميتها"، ثم قتلت وهجرت ملايين الأطفال وخاصة في كفر قاسم ودير ياسين وجنين. إلا أن اللوحات التي تتصدر قسم الأطفال هي لوحة مقتل الشهيد محمد الدرة بخمس وأربعين رصاصة، ولوحة الطفلة إيمان حجو التي قتلتها إسرائيل برصاصة ثقبت بطنها، ولوحة قتل عائلة الطفلة هدى غالية أثناء تمضيتها الإجازة على شواطئ غزة، ولوحة أطفال لبنان الذين أحرقت أجسامهم النحيلة آلة دمار "الفن الأوسط الجديد".

في الطرف الشرقي من المتحف توجد قاعة الاختراعات والإبداع وتشمل إنجازات الولايات المتحدة الأمريكية العلمية في استعمال أحدث وسائل التقنية الفنية في كل من هيروشيما وناجازاكي. يوجد في القاعة أيضاً لوحات كبيرة عن "الأسلحة الذكية"، التي صممها معهد البنتاجون للفنون الجميلة وسلمها لإسرائيل لحرق المزيد من المدنيين وهي بالمناسبة مُصَنَعَة بمختلف المقاسات 250 كغ أو 500 كغ أو 1000 كغ. هناك أيضاً لوحات فنية توثق تطور أمريكا باستعمال التقنية الحديثة لتدمير المنشآت المدنية والمدارس والمستشفيات في بيروت وتفجير شاحنات الدواء في صور وصيدا وقصف بيوت المدنيين في النبطية وتحطيمها على ‏رؤوس الأطفال والأمهات.

تقع قاعة الإرهاب في الجهة الجنوبية للمتحف ومعلق على حائط فيها لوحة كبيرة ملونة للموقع الذي لقي به ثمانية عشر مدنياً أفغانياً مصرعهم، معظمهم من النساء والأطفال جراء غارة فنية ثقافية أمريكية. مع كل لوحة مذبحة أمريكية جديدة تتضح معالم الفن الأمريكي المعاصر والذي لا يبعد كثيرا عن "فن" القاعدة أو فن "الفيتو" أو فنون الإرهاب الأخرى. هناك أيضاً لوحة الجثث المتفحمة لحفل الزواج الأفغانية الذي تم قصفه بناءً على معلومات خاطئة من قبل الاستخبارات المركزية العتيدة. إلا أن قمة الإبداع الإرهابي في المتحف تتمثل في قسمين يمثلان ملامح الفن الأمريكي التشكيلي المعاصر هما قسم أبو غريب وقسم جوانتانامو.

لا بد من التوقف في القاعة الخلفية في متحف الفن الأمريكي أمام ظاهرة فنية فريدة. في الجهة اليمنى يقف نصب تمثال الحرية وكأنه ينشر "ضوء" الحرية الساطع في كل بقعة أرض أو ماء أو جو أصابتها عدوى الفن الأمريكي عملاً بنظرية "الفوضى البناءة" وتحت ذريعة محاربة الإرهاب والقضاء على أسلحة الدمار الشامل والدعوة للديمقراطية. تاريخ الفن في الولايات المتحدة هو تاريخ حقب متتالية من الهمجية والاضطهاد والظلم والتعذيب بحق الآخرين منذ استيطانهم قبل أربعة قرون، أبادت لأجله السكان الأصليين واعتمد نموها الاقتصادي على 200 عام من العبودية للأفارقة. ومازالت الإدارة الأمريكية تسأل: "لماذا ازدادت كراهية الشعوب ضد الفن الأمريكي؟"

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي