الأربعاء, 30 أَبْريل 2025 | 2 ذو القَعْدةِ 1446


موسمية المنتجات الزراعية

<a href="mailto: Kalfuhaid@hotmail.com"> Kalfuhaid@hotmail.com</a>

الاستثمار في القطاع الزراعي يخضع لعدد من المعايير الاقتصادية التي تحدد العائد من كل وحدة منتجة من هذا القطاع شأنه شأن القطاعات الإنتاجية المختلفة ، واستقطب هذا القطاع بعض المستثمرين للدخول والاستثمار باستخدام التقانات الحديثة في ظل تعدد الفرص الاستثمارية البديلة الأخرى، كما أن هذا القطاع له ارتباط بقطاعات إنتاجية أخرى كمدخلات ومخرجات أي يؤثر ويتأثر. إلا أن القطاع الزراعي ينفرد بعددٍ من السمات من أهمها الموسمية. والمستثمرون في الزراعة نوعان أحدهما يطلق عليه مستثمر لانطباق معايير الاستثمار عليه ومتوقع خروجه أي لحظة في حال عدم تحقيق نتائج إيجابية، والآخر ممتهن الزراعة كمهنة لارتباطها بواقعه الاجتماعي والجغرافي ويبقي داخل حلبة الإنتاج في جميع الأحوال. والقطاع الزراعي كباقي الأنشطة الأخرى توجد له تقنيات ساهمت في التغلب على تلك السمات إلا أن استخدام تلك التقنية تتطلب اتخاذ القرار وهذا يتوافر في حال وجود الإدارة المزرعية Farm Management وهي عبارة عن مجموعة من الأنشطة الاقتصادية والفنية والتنظيمية التي يقوم بها المنتج الزراعي أو المسؤول عن إدارة المنشأة الزراعية بدءا من أول خطوة في الإنتاج حتى تسويق منتجاته المزرعية، والإدارة تعني القيام بعملية التخطيط والتنفيذ ثم المتابعة للنتائج وتحمل مسؤولياتها وتقييمها، ونظراً لما يتسم به القطاع الزراعي من تذبذب في أسعار المدخلات والمخرجات للإنتاج الزراعي نتيجةً لأسباب محلية أو تغيرات عالمية، والموسمية في الإنتاج، والظروف المناخية غير الملائمة، وتعرض المزروعات والثروة الحيوانية للآفات والأوبئة، إضافة إلى التغير المستمر في الطرق والأساليب الحديثة المتبعة للاستثمار والإنتاج في القطاع الزراعي. إن الإدارة المزرعية الناجحة هي القادرة على التعامل مع تلك الظروف والاستفادة المثلى من موارد المشروع وطاقاته المتاحة بشكل إقتصادي وتوظيف رأس ماله المحدود لتحقيق أفضل عائد ربحي وخفض تكاليفه الإنتاجية والتسويقية. ومن أهم القرارات التي يتخذها مدير المزرعة الناجح توقيت الإنتاج ليتناسب مع العرض والطلب في الأسواق، ووضع الخطة الإنتاجية والتسويقية المناسبة ضمن خطة المزرعة والمتابعة المستمرة والدقيقة للعمالة لضمان متابعتهم لتنفيذ تلك الخطة، وسرعة اتخاذ القرار المناسب، وتسخير استخدام التقنية التي تساهم في التغلب على الموسمية والاستفادة من ارتفاع كمية الطلب على المنتجات الزراعية كما هو حاصل في أسواق بيع المنتجات الزراعية في شهر رمضان المبارك أو الأعياد نتيجة لزيادة القوة الشرائية في تلك المواسم ولسان حال أي مستثمر في حال ارتفاع الطلب على هذه المنتجات يتمنى أن يكون مزارعا، وفي حال زادت الكمية المعروضة يستحق المزارع الشفقة وهذا يدخل تحت مظلة الموسمية للمنتجات الزراعية، إلا أن ذلك يدل على أهمية تسخير التقنية واستخدامها للمساهمة في التغلب على موسمية المنتجات النباتية للتحكم في توقيت الإنتاج مثل الزراعة في البيوت المحمية لإنتاج الخضار، والتوسع في التصنيع الزراعي لاستيعاب الفائض من المنتجات الزراعية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي