التنويع الاقتصادي وضرورة الاستثمار

[email protected]

يكثر الحديث والمطالبات بالتنويع الاقتصادي من قبل المهتمين والمختصين عن مستقبل المملكة الصناعي والاقتصادي وتبني هذا التوجه بأقصى سرعة ممكنة ويكمن السبب وراء الحديث عن التنويع الاقتصادي وضرورته.
إحدى السبل والوسائل نحو الوصول إلى الهدف المنشود هو عقد الندوات والمؤتمرات على أعلى المستويات.
وسبب ذلك هو الحاجة الماسة إلى تنويع اقتصاداتنا، القدرات والإمكانات المادية والبشرية المتوافرة، التخطيط المستقبلي لموارد أخرى، قد تتوافر مستقبلا، وعدم الاعتماد كليا على البترول والصناعات البتروكيماوية.
هذا الأمر يدركه جيدا المسؤولون عن مستقبل الأجيال وهو بالتحديد ما تخطط له الدولة جاهدة.
من نعم المولى عز وجل، وهي كثيرة لا تدرك، أن منّ علينا بالكثير والكثير جدا من المميزات والإمكانات بجميع أشكالها وأنواعها، إضافة إلى ما يتوافر لدينا من الموارد الطبيعية والاقتصادية الكثير, كالمعادن, مشتقات البترول, خدمات الطاقة, تقنية المعلومات. وهاهي السياحة بأمينها الأمير الشاب قادمة بقوة اقتصادية لا يستهان بها بتخطيط مدروس وعمل دؤوب وسعي نحو التطوير والدخول إلى صناعة السياحة بقوة، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي وتنوع المناخ والتضاريس للمملكة.
من حقنا أن ننوع اقتصادنا وعلينا أن نستثمر في مواردنا الطبيعية وألاَّ نبتعد كثيرا عن هذه الموارد التي نتميز بها كي تزداد قوتنا الاقتصادية ويتقدم موقعنا بين الدول التي تنوع مداخل اقتصادها وسبل الاستفادة القصوى من الإمكانات المتوافرة، وكذلك سعينا نحو النجاح في الصناعات الأخرى كما هو نجاحنا العالمي في الصناعات البتروكيماوية.
انفتاح اقتصادنا يعني لنا بعد الدخول في منظمة التجارة العالمية، الحصول على بعض التسهيلات، ولكن دخولنا بمبادئنا وقيمنا وبصناعاتنا هو ما سيميزنا عن الآخرين ويكسبنا طابعا خاصا في النجاح والمنافسة، حيث تعتبر المنافسة في تنويع الاقتصاد قوية وحادة على مستوى العالم.
لا يعني إدراكنا ووعينا بأهمية ذلك شيئا على الإطلاق، إن لم نترجم الأفكار والقرارات التي تم اتخاذها والتوصيات التي نتجت عن دراسات وأبحاث إلى أعمال يتم تنفيذها ضمن جدول زمني محدد ومتابعة دقيقة للخطط وخطوات التنفيذ والإشراف الدقيق من قبل القائمين على هذه المشاريع المستقبلية نحو إنجاح خطط التنويع الاقتصادي.
كما يلزمنا التخطيط الحيوي القابل للاستفادة والتحرك سريعا في اتخاذ القرار من مستجدات المستقبل وأخطاء الماضي على المدى الطويل.
وكذلك العمل على تقليص الفارق بين متطلبات التنمية ومحدودية الإيرادات لتنويع المداخيل المادية والاستفادة الموسمية القصوى من اتجاه بديناميكية وحيوية قصوى.
لم يعد الاكتفاء الذاتي والاعتماد على الذات هدفا، كما كان في السابق، بل إن الانطواء واعتبار الاكتفاء الذاتي إنجازا، أحد أسباب تخلفنا عن ركب الحضارات رغم ضخامة الإمكانات والدعم المادي والمعنوي من الدولة، علما بأننا لم نصل إلى الاكتفاء الذاتي، بل التوسع والمنافسة عالميا هما ما يستوجب الاستعداد والتخطيط له ووضعه هدفا نصبوا إلى تحقيقه بكل ما أوتينا من قوة في ظل تقلص المسافات والتأثير الاقتصادي العالمي.
لا أجد مبررا واحدا يبقينا أسرى محدودي الإيرادات والالتزام الحرفي بأرقام الميزانيات المتوافرة وعدم السعي الجاد نحو تنوع وزيادة مواردنا المادية والمعنوية من جميع الإمكانات المتوافرة في وقتنا الراهن والاستعداد لما قد يتوافر مستقبلا، أو صناعته والعمل على التفوق والتميز به، نحو مزيد من المنافسة والنجاح.

أكاديمي وإعلامي

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي