قراءة الفاتحة في الصلاة (1 من 2)

[email protected]

قراءة الفاتحة في الصلاة ركن من أركانها كما سبق بيانه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب"، فتجب قراءتها على الإمام والمأموم والمنفرد سواء في الصلوات الجهرية أو السرية، ومن جاء إلى الجماعة وكبر مع الإمام لزمه قراءتها فإن ركع الإمام قبل إكماله قراءة الفاتحة وجب على المأموم متابعة إمامه وأجزأته تلك الركعة، وسقط عنه ما تبقى من الفاتحة، كما أن من أدرك الإمام في الركوع دخل معه وأجزأته تلك الركعة التي أدرك الإمام في ركوعها، وسقطت عنه الفاتحة لعدم تمكنه من قراءتها، ومن ترك قراءة الفاتحة ناسيا في إحدى ركعات الصلاة فإن كان إماما أو منفردا وقعت الركعة التي بعدها عنها، وعليه أن يأتي بركعة يكمل بها صلاته فلو نسي مثلا قراءة الفاتحة من الركعة الأولى فكأنه لم يصلها والركعة الثانية تكون هي الركعة الأولى بالنسبة له، ويأتي بركعة مكان الركعة الأولى، التي لم يقرأ فيها الفاتحة ثم يسجد للسهو بعد التشهد وقبل السلام. أما المأموم إذا نسي قراءة الفاتحة فلا شيء عليه إذا تركها سهوا أو جهلا أو دخل والإمام راكع فإنه يركع معه وتسقط عنه قراءة الفاتحة، لحديث أبي بكرة الثقفي أنه انتهى إلى الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم راكع فركع قبل أن يصل إلى الصف فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال "زادك الله حرصا ولا تعد" قال العنبي في عمدة القارة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعد قيل يعني لا تركع دون الصف وقيل لا تعد أن تسعى إلى الصلاة سعيا يحفزك في النفس، فيؤثر في خشوعك وقيل لا تعد إلى الإبطاء، وقال الطحاوي قوله لا تعد يحتمل معنيين يحتمل لا تعد أن تركع دون الصف حتى تقوم في الصف، كما قد روى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أتى أحدكم الصلاة فلا يركع دون الصف حتى يأخذ مكانه من الصف".
ويحتمل أي ولا تعد أن تسعى إلى الصف سعيا يحفزك في النفس كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله قال: إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا" قال العيني رضي الله عنه وجميع الروايات بفتح التاء وضم العين من العودة ولا تعد وقيل بضم التاء وكسر العين من الإعادة فإن صحت هذه الرواية فمعناه ولا تعد صلاتك.
وقد روى الركوع دون الصف عن عدد من الصحابة كابن مسعود وزيد بن ثابت أنهما ركعا دون الصف ومشيا إلى الصف ركوعا وفعله عروة بن الزبير وسعيد بن جبير وأبو سلمة وعطاء وفي المصنف بسند صحيح عن زيد بن وهب قال خرجت مع عبد الله بن الزبير من داره فلما توسطنا المسجد ركع الإمام فكبر عبد الله ثم ركع وركعت معه ثم مشينا إلى الصف راكعين حتى رفع القوم رؤوسهم فلما قضى الإمام قمت لأصلي فأخذ بيدي عبد الله فأجلسني وقال إنك قد أدركت ويستفاد من حديث أبي بكرة السابق أن من أدرك الإمام على حال يجب أن يصنع كما يصنع الإمام، وقد ورد الأمر بذلك صريحا في سنن سعيد بن منصور ومن رواية عبد العزيز بن رفيع عن أناس من أهل المدينة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من وجدني قائما أو راكعا أو ساجدا فليكن معي على الحالة التي أنا عليها".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي