(اقرأ) خمس مرات ! (2 من 3)

(اقرأ) خمس مرات !  (2 من 3)

ذكرت في المقالة السابقة عن أهمية القراءة في ثقافتنا وحضارتنا، وأشرت إلى أن (اقرأ ) قيلت للنبي صلى الله عليه وسلم خمس مرات عند نزول الوحي, ووعدت بشرح ذلك في هذه الزاوية, والواقع أني لما وجدت أن الكُتاب والمفكرين يحاولون المرة ّ تلو الأخرى إبراز أهمية القراءة للرأي العام مؤملين أن يلقى الموضوع الاهتمام الفعال الذي يستحقه, كل ذلك قادني إلى العودة لدستورنا ومصدر إلهامنا – القرآن الكريم – وكذلك للسيرة النبوية الشريفة فوجدت أن كلمة (اقرأ) ترددت على مسمع محمد صلى الله عليه وسلم خمس مرات, الثلاث الأولى من قبل جبريل عليه السلام حينما قال لمحمد عليه السلام (اقرأ) فرد : ما أنا بقارئ ثم كرر عليه الأمر فرد ثانية ما أنا بقارئ, وفي المرة الثالثة قال جبريل (إقرأ) فقال صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارئ, عند ذلك نطق الحق عز وجل على لسان جبريل عليه السلام بأمر عظيم جليل من الله تعالى : (إْقَرأ بِاسِمِ رِبِكَ اَلذَي خَلَقَ (1) (خَلَقَ الإَنسانَ مِنْ عَلَقِ (2) سورة العلق، ومن الجدير بالذكر أن جبريل عندما يكرر كلمة (اقرأ) في أول الأمر على مسامع الحبيب صلى الله عليه وسلم كان يغطه (يضمه) حتى يبلغ الجهد منه ثم يرسله (يدعه) وكرر ذلك ثلاث مرات وكأن الوحي يُعده ويشعره بأهمية ما سيتلقاه من الله تعالى من أمر بالغ في الأهمية يدل الإنسان على طريق الهداية والرشاد ومعرفة مفتاح العلم والعمل, وهي القراءة التي تنير ظلمات الجهل وتدل على طريق التقدم والحضارة الإنسانية الحقة، كما أن الله تعالى لم يكتف بالأمر بالقراءة فقط ولكنه تعالى ربطها بجلاله وربوبيته وأنه الخالق للانسان من علقة صغيرة ! وكرر تعالى ربوبيته لبني البشر, وأنه تعالى أكرم الأكرمين (اقَرأ وَرَبُكَ اَلأكَرمُ) سورة العلق (3) بما أعطى وأغدق بسخاء بهدايته للإنسان وجعل له السمع والبصر والفؤاد والأنامل التي تكتب بالقلم حتى لا يضيع العلم, وينتقل للأجيال وينمو ويتزايد ويستمر الإنسان خليفة الله على أرضه آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر، ثم زاد تعالى وأوضح الوسيلة التي بها تحصل الكتابة حتى تتم القراءة والعلم ألا وهو القلم (اَلَذَِيِ عَلَمَ بِالَقُلِم) العلق (4). وللمقال بقية في الأسبوع المقبل بإذن الله.

بقلم الفريق متقاعد/ عبدالعزيز بن محمد هنيدي
عضو هيئة حقوق الإنسان
فاكس 014708199

الأكثر قراءة