غسل الجمعة (2 من 2)

[email protected]

لذا مَن قال باستحباب الغسل فلا شك أن هذا الاستحباب يتأكد في حق ذوي الروائح الكريهة، ولقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا خذوا زينتكم عند كل مسجد". والمؤمن منهي أن يؤذي غيره من المصلين، بل ورد النهي فيمن أكل ثوما أو بصلا أن يقرب المسجد لئلا يؤذي المصلين والملائكة، والقاعدة أنه إذا ورد أدلة تدل على الوجوب ورويت أدلة أخرى تدل على الاستحباب فإنه يصرف الوجوب إلى السنة وأدلة الوجوب تدل على تأكيد هذه السنة وتأكيد المحافظة عليها وعدم التهاون فيها. قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – السُنّة غسل يوم الجمعة عند التهيؤ لصلاة الجمعة، والأفضل أن يكون ذلك عند التوجه إلى المسجد لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل"، أخرجه البخاري ومسلم، وإذا كان اغتسل في أول النهار أجزأه، لأن غسل يوم الجمعة سُنّة مؤكدة، وقال بعض أهل العلم بالوجوب فينبغي المحافظة على هذا الغسل يوم الجمعة في يوم الجمعة، والأفضل أن يكون عند توجهه إلى الجمعة، لأن هذا أبلغ في النظافة وأبلغ في قطع الروائح الكريهة، ومع العناية بالطيب واللباس الحسن، وكذلك ينبغي له إذا خرج إليها أن يعتني بالخشوع وأن يقارب بين خطاه، لأن الخطى تحط بها السيئات ويرفع الله بها الدرجات، فينبغي أن يكون له خشوع وعناية، وإذا وصل إلى المسجد قدم رجله اليمنى..أ. هـ، ووقت غسل الجمعة يبدأ بعد طلوع الفجر، فمن اغتسل بعد طلوع الفجر لجنابة، أو للتنظيف ونوى به غسل الجنابة وغسل الجمعة أجزأه، وإن اغتسل قبل طلوع الفجر لم يحزئه، ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: مَن اغتسل يوم الجمعة" واليوم يبدأ من طلوع الفجر وإن اغتسل ثم أحدث أجزأه الغسل وكفاه الوضوء، إذاً الحدث لا يؤثر في المقصود من الغسل وهو التنظيف وإزالة الرائحة الكريهة، ويفتقر الغسل إلى النية لأنه عبادة محضة فافتقر إلى النية كتجديد الوضوء، فإن اغتسل للجمعة والجنابة غسلا واحداً ونواهما أجزأه بلا خلاف بين أهل العلم، ومَن لا يأتي الجمعة فلا غسل عليه، قال الإمام أحمد - رحمه الله – ليس على النساء غسل يوم الجمعة وعلى قياسهن الصبيان والمسافر والمريض، لأنهم ليسوا من أهل حضور الجمعة، ولو أرادت المرأة أن تحضر الجمعة أو المسافر أو المريض أو حتى الصغير يسن في حقهم الاغتسال لقطع الروائح الكريهة، ولتحقيق المقصود من مشروعية الغسل.. هذا وبالله التوفيق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي