نعيب سوقنا العقاري والعيب فينا!
أقرأ بين الحين والآخر مقالات وانتقادات عن تدهور السوق العقاري في السعودية ويتكرر ذكر عدم وجود تشجيع للاستثمار العقاري وعن وجود معوقات للاستثمارات العقارية من قبل الجهات الرسمية والتي في نظرهم تضر وتعوق المستثمرين, ولمن يتابع السوق العقاري السعودي يجد أنه قد تم عمل الكثير من الإجراءات الصارمة من قبل الجهات الرسمية التي تنظم بشكل كبير الاستثمار العقاري والتي أرى أنها سوف تشجع الاستثمارات المدروسة التي تخدم بشكل مباشر حاجة السوق والمستهلك النهائي كما تشجع بشكل كبير دخول كبار الشركات والمستثمرين لهذا السوق بسبب توافر الفرص المناسبة وعلى رأسها نظام الرهن العقاري ونظام الصناديق العقارية والتي ستوفر طفرة عقارية ولكن نوعية وليست كما كانت عشوائية.
ومعظم المنتقدين للسوق العقاري يرغبون أن تعود العشوائية للسوق العقاري والتي يرون أنها تشجع عددا كبيرا من المستثمرين للدخول في السوق العقارية لأن ما يهمهم هو الكم وليس الكيف ولا يخفى على كثير من المستثمرين العقاريين مدى الضرر الذي خلفته العشوائية في الاستثمار العقاري التي أثرت سلباً في المستثمر والمستهلك بشكل مباشر حيث نرى كماً هائلاً من المشاريع العقارية المتعثرة وغير المدروسة والتي جمدت فيها تريليونات الريالات وعطلت أموال المساهمين من جهة ولم تخدم المستفيد النهائي منها من جهة أخرى، بينما في المقابل تجد شحا في الاستثمارات الواعدة والمربحة والتي يحتاج إليها المستهلك النهائي وذلك لعدم وجود الخبرة الكافية في ذلك الوقت لدى المستثمرين والعشوائية التي كان يعيشها الاستثمار العقاري وسهولة الحصول على تمويل عبر المساهمات العقارية التقليدية .
وفي هذا المجال أود التأكيد على أن السوق العقاري أصبح أكثر احترافية وتنظيم مما يجعله أكثر أمناً وأكثر ربحية مما كان عليه ومن المتوقع أن يجذب إليه كثيرا من المستثمرين كما أن الطفرة ستشمل جميع مناطق المملكة بإذن الله وستخدم الشريحة الأكبر وستغطي حاجة السوق الفعلية من المشاريع السكنية والمشاريع التجارية، وأن الإجراءات والتنظيمات الصارمة التي عملت أخيرا من قبل الجهات الرسمية ستفيد السوق العقاري بشكل كبير وستكون الفائدة عائدة على الشركات العقارية الاحترافية التي تقوم بدراسة المشاريع العقارية ودراسة حاجة السوق والمستفيد النهائي لمشاريعها والتي ستجد أن الإجراءات الرسمية تساعدها بشكل كبير كما ستكون تلك الإجراءات عائقاً للمطورين التقليديين والعشوائيين وهذا أمر صحي ولا يوجد خوف على السوق من خروجهم منه بإذن الله.
أعزائي المطورين بدلاً من أن نجلس وننتقد سوقنا العقاري يجب أن نضع أيدينا على الجرح ونعالجه كما يجب علينا أن نتكيف بسرعة مع متطلبات السوق السعودي العقاري ونقدم عمل أكثر احترافية مما سبق ونستفيد من تلك الطفرة القادمة.