بيوت الشباب .. وحماية المستهلك
يصرخ المواطنون بأعلى أصواتهم من غلاء أسعار المواد الغذائية ومواد البناء وغيرها ويستنجدون بوزارة التجارة وبجمعية حماية المستهلك لحمايتهم من جشع بعض التجار.
لكن عندما ترفع الأسعار الجهة المسؤولة فإلى من نشتكي.
الأندية بدأت ترفع صوتها بالشكوى بعد أن أصدرت الرئاسة العامة لرعاية الشباب قراراً برقم (20) وتاريخ 18/3/1430هـ برفع أسعار السكن الفردي والجماعي وأسعار البطاقة الجماعية والفردية وأسعار المسبح في بيوت الشباب. الأندية طبعاً لم تُبلَغ بالقرار رسمياً، بل فوجئت برفع الأسعار عندما وصلت لبيوت الشباب للسكن، وهذا ما ذكره لي العديد من مسؤولي الأندية بأن ميزانية البطولة كانت مقررة على الأسعار السابقة. وكأن رعاية الشباب تريد مفاجأة الأندية وإحراجها. بيوت الشباب وضعت للشباب خاصة شباب الأندية التابعين لرعاية الشباب التي تتبعها تلك البيوت. لقد رُفعِت الأسعار بنسبة كبيرة فالبطاقة الجماعية كان سعرها 300 ريال سنوياً ورُفعِت إلى 500 ريال سنوياًَ والبطاقة الفردية كان سعرها 93 ريالا لمدة ثلاث سنوات ثم أصبحت بـ 75 ريالا سنة واحدة والآن أصبح سعرها 100 ريال سنة واحدة. بطاقة المسبح كان سعرها 50 ريالاً للسنة الواحدة وتضاعفت سعرها ثلاث مرات ليصبح الآن 150 ريالاً.
السكن الجماعي كان رسم الشخص الواحد عشرة ريالات لليلة الواحدة لكن تمت مضاعفته 100 في المائة ليصبح عشرين ريالاً للشخص الواحد في الليلة الواحدة. والسكن الفردي كذلك تمت مضاعفته 300 في المائة، حيث رُفِع الرسم من ثمانية ريالات للشخص في الليلة الواحدة إلى 25 ريالاً. لا أعلم مبرراً واحداً لهذا الرفع وعلى من؟ على شباب الأندية الفقيرة والمسكينة التي اضطرتها ظروف ضيق ذات اليد إلى أن تسكن بيوت الشباب. فرعاية الشباب بهذه الرسوم المرتفعة وغيرها من الرسوم التي تفرضها على الأندية تأخذ باليد اليسرى ما تدفعه للأندية باليد اليمنى من (إعانة مقطوعة)، لماذا لا تقتدي رعاية الشباب بوزارة التربية والتعليم التي تفتح أبواب (بيوت الطلاب) لطلاب المدارس وللفرق الرياضية والكشفية المدرسية مجاناً. مع العلم أن بيوت الشباب مفتوحة للفرق المدرسية مجاناً وهذه مفارقة عجيبة!
عندما نصرخ ونستنجد إنما هو من صميم غيرتنا على بلدنا وشبابها، فكلما كثُرت عليهم الرسوم وتضاعفت عزفوا عن ارتياد مثل هذه المنشآت المخصصة لهم عندها سيتجهون إلى الشوارع والأماكن السيئة كالمقاهي التي تعج بالشيشة والتدخين دون رقيب، وسيتجهون إلى التفحيط أو إلى جلساء السوء ليوقعوهم في المخدرات أو الإرهاب. لقد تسبب قرار رفع الرسوم في بيوت الشباب من تاريخ 5/4/1430هـ إلى تناقص حاد وكبير في عدد مرتاديها وأصبحت خاوية. على المسؤولين في الجمعية وفي رعاية الشباب إعادة النظر في تلك الرسوم الباهظة وإعادتها إلى مستوى معقول أو إلغائها (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).