"ملاعبنا.. تفّشل"

فجر التقرير الصادر من رعاية الشباب والذي ناقشه أعضاء مجلس الشورى عديدا من التساؤلات حول أداء الرئاسة العامة لرعاية الشباب. ولعل من أهم هذه التساؤلات ضعف الميزانية المخصصة للمشاريع والتي تبلغ 5 في المائة فقط من ميزانية رعاية الشباب لعام 1427هـ/ 1428هـ أي 375 مليون ريال وبسبب هذا الضعف رأينا قلة الاستادات الرياضية التي تستوعب عشرات الآلاف من الجماهير. ولهذا تأخر تنفيذ ستاد الملك عبد الله في جدة أكثر من 14عاماً. ولهذا رأينا ملاعب الملز "ستاد الأمير فيصل بن فهد"، الدمام "ستاد الأمير محمد بن فهد"، جدة "ستاد الأمير عبد الله الفيصل"، والراكة "ملعب الأمير سعود بن جلوي"، والتي مضى على إنشائها نحو "40 عاما للأول، " و "37 عاما للثاني والثالث" وجميعها لا تتجاوز طاقتها من الجماهير "35 ألف متفرج" رأيناها في أسوأ حال حيث المقاعد الأسمنتية والألوان الباهتة والخدمات السيئة والمداخل الضيقة مما جعلها ملاعب طاردة للجماهير.
بفضل الله ثم بضغط من الاتحاد الآسيوي ستوضع مقاعد للمتفرجين بدلاً من الصبات الأسمنتية التي كسرت ظهور وأرجل المشاهدين طيلة العقود الأربعة الماضية، يُستثنى من ذلك ستاد الملك فهد الذي أنشئ عام 1408هـ فهو الملعب الوحيد في بلادنا الذي "يستر على الوجه" لا أعلم سبباً منطقياً جعل رعاية الشباب تستمر كل هذه العقود دون أن تعمل على تحسين وتجميل ملاعبنا رغم قلتها سيقول قائل لكن هناك (12 مدينة رياضية) فيها ملاعب. فأقول له إن ملاعب هذه المدن لا تتسع إلا لـ 20 ألف متفرج معظمها بلا كراس ومنظرها كئيب لا يسر الناظرين. ملاعبنا للأسف ظلت طيلة هذه العقود دون أية إضافات تشجع المتفرجين على ارتيادها. جماهيرنا تستحق من رعاية الشباب كل الاهتمام والتقدير من خلال تطوير الملاعب من جميع الجوانب ليس دهان ملعب الملز باللون البرتقالي كافياً لجلب الجماهير. الناس لم تعد جاهلة وتعتقد أن ملاعبنا أفضل ملاعب الدنيا. أصبحنا نشاهد ملاعب العالم من خلال القنوات التلفزيونية فنقف مشدوهين لماذا ملاعبهم جميلة وتشتمل على كل وسائل الراحة وملاعبنا سيئة ولا تتوافر فيها أدنى سبل الكرامة الإنسانية، فالمقاعد أسمنتية ودورات المياه بعيدة وسيئة والمطاعم قليلة وباهظة الثمن وصعب الوصول إليها وبوابات الدخول أشبه ببوابات الثكنات العسكرية والتعامل في الدخول ينقصه كثير من اللباقة وحسن الأدب والممنوعات كثيرة وتتغير من ملعب إلى آخر. أغار كثيراً عندما أشاهد ملاعب الإمارات حيث المقاعد الوثيرة والألوان الزاهية الجميلة حيث ينعكس ذلك على وجود المتفرجين. حيث العبوس والتجهم على جماهيرنا والفرح والسرور على جماهيرهم وكل هذا انعكاس لجو الملعب منذ يتحرك المتفرج من منزله حتى جلوسه على المقعد أو الصبة.
في قطر شيء آخر مختلف تماما، ملاعب أكثر منا رغم فارق المساحة بين المملكة وقطر، ومجهزة بشتى وسائل الراحة تشعر وأنت فيها بأنك داخل حديقة غناء أو في منتزه جميل حيث الألوان التي تسر الأعين والتجهيزات التي تدعوك للبقاء فيها أطول مدة ممكنة. آخر التطورات والإبداعات في قطر افتتاح ملعب كرة قدم مغطى ومكيف لاتتجاوز درجة الحرارة فيه 26 درجة مئوية. أين نحن من كل هذا. الفلوس موجودة والأراضي متوافرة إذا لماذا نظل واقفين والناس من حولنا تتطور وملاعبنا تفشل؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي