السوق العقاري هل بدأ يتعافى؟
بدأت تساؤلات عديدة حول وضع السوق العقاري السعودي إذ إنه عانى في الفترة السابقة هدوءاً عاماً هدأ من الطفرة العقارية التي شهدها السوق في السابق ومما صعب التكهن عن وضعه أن هذا الهدوء لم يلحق به أي نزول في أسعار العقارات مما جعل الأمر محيراً للمهتمين بالشأن العقاري فزادت الأصوات التي تتساءل عما سيؤول إليه هذا القطاع المهم وأحد المحركين في الاقتصاد السعودي ومما صعب الإجابة أكثر هو عدم وجود إحصاءات رسمية يعتمد عليها أي محلل اقتصادي وبدأ الكثير باستخدام معطيات مختلفة لتوقع اتجاه هذا القطاع .
ومن وجهة نظري الشخصية عزيزي القاري لا تكمن الأهمية في تحسن أداء القطاع بالنسبة لتجار العقار فحسب بل إن كثيراً من المستثمرين حتى في قطاعات أخرى يهمهم الأمر بشكل أساسي فهو محرك لعدة قطاعات مثل القطاعات البنكية وتجار مواد الخام بمختلف أنواعها وخصوصاً التي تدخل في صناعة البناء كذلك لا ننسى الشريحة الضخمة التي تحتاج إلى شراء سكن خاص لها والتي تعتمد على توافر الوحدات المناسبة وبأسعار منطقية في حالة استعاد هذا القطاع نشاطه من جديد.
وللرجوع لسؤال هذا المقال يصعب على أي محلل اقتصادي لا يملك معلومات دقيقة حول مقومات هذا القطاع أن يتوقع ما سيؤول إليه ولكن هناك عنصر مهم جداً يمكن الاعتماد عليه وبشكل أساسي في مثل سوقنا العقاري وهو الخبرة ! نعم عزيزي القاري فقد أثبتت خبرة كبار العقاريين في السابق صحة توقعاتهم وبنسبة عالية فتجدهم يتحركون في الوقت المناسب ويتوقفون عن الشراء أيضاً في الوقت المناسب ومن النادر ما تجد أن خبرتهم خذلتهم في السابق , ويجب ألا ننسى أن السوق العقاري السعودي تحديداً مر بعدة أزمات أدت إلى ركود وبعضها أدى إلى نزول حاد في أسعار العقارات فهو يعد سوقاً ناضجاً ولو لم يكن متطوراً كما في بعض الدول المجاورة ومستثمريه يملكون من المناعة ما تجعلهم يصمدون في وجه أكبر الأزمات.
اليوم نشهد بدء الكثير من العقاريين الدخول ولو ببطء في شراء بعض الأراضي والدخول في مشاريع عقارية مدروسة وهذا يعطي مؤشراً جيداً يحتاج إليه أي محلل لوضع السوق كما أن القاعدة العريضة للطلب على الوحدات السكنية التي تزيد على العرض بشكل كبير تعطي مؤشراً إيجابياً آخر وأخيراً وجود بعض الحلول لتمويل المطورين مثل الصناديق العقارية التي تعد البديل الصحي للمساهمات العقارية التقليدية وإن كانت محدودة في الوقت الحاضر ولكنها ستحرك عجلة السوق وهذا المؤشر يعد أساسياً لإصدار الحكم والذي يبدو جلياً للعيان أن السوق العقاري في طريقه للتعافي بإذن الله - ولن يطول هذا الهدوء الذي كان من وجهة نظري صحياً وأمراً طبيعياً.