ماذا تعلمت؟
تشهد الإجازة الصيفية عودة كثير من المبتعثين لأرض الوطن، وهي فرصة لاستعادة الطاقة والتخفيف من هالة الحنين التي يعانونها هناك.
هي أيضاً فرصة لطرح السؤال المهمّ: ماذا تعلّمت؟ أو ما الذي أضافته هذه المرحلة لك من مهارات على الصعيدين العلمي والاجتماعي؟
إذا كانت هذه إجازتك الأولى ستكون مفصلية لتحديد ما إذا كنت تنوي مواصلة الدراسة أم لا، فلا يوجد عيبٌ في الاعتراف بصعوبة التواصل أو إكمال التعليم في مجتمع مختلف تماماً عن مجتمعنا وظروف بيئية مختلفة وطرق تعلّم مختلفة.
الدراسة في الخارج تأتي بمنافع مفتوحة على المدى، وتحمل أيضاً لمن لا يحسن الاستفادة منها مساوئ كثيرة!
في البدء ستتعلم لغة جديدة - حتى إن كانت في السابق لغتك الثانية - لأن التحدّث مع أفراد بلغتهم الأولى سيزيد من حصيلة مفرداتك ويجبرك بطريقة أو بأخرى على استخدامها بصورة أكفأ.
خلال العطلات يفيد البقاء في بلد دراستك أحياناً، وذلك للسفر وزيارة المناطق الطبيعية والتاريخية لقارة مختلفة وهي فرصة لم تخطر ببالك مسبقاً.
الدراسة بعيداً عن أسرتك ووطنك تدربّك وتصقلك جيداً في مجال الاعتماد على النّفس، وتكرّس فيك الكفاح كما يجب.
كل شيء هناك محسوب بالدقيقة واليوم ولا شيء يترك للمصادفة.
صعوبات الدراسة التي كانت تواجهك في الوطن تتطوّر أيضاً ويواجهك أسلوب جديد من التعامل معها، طرق التعلم الحديثة كالتفكير الناقد، التفكير في حلّ المشكلات سيؤثر في حياتك خارج الحرم الجامعي، وسيصبح التفكير في كل الأمور عملية ميسّرة وهكذا تنفكّ حلقة الروتين التي تحيط بك منذ دخولك المدرسة أوّل مرّة!
أيضاً خلال دراستك ستمتد خريطة محيطك الاجتماعي للتعرف على أفراد من شتى بقاع العالم، أفكارهم ومعتقداتهم وأساليب حياتهم التي يحملونها معهم ستكون موضع نقاش واطلاع.
إذا لم تجد في نفسك الصبر الكافي والاهتمام لاكتساب المهارات السابقة وغيرها فاعلم مباشرة أن تجربة الدراسة بعيداً عن الوطن لن تكون ناجحة في حالتك، أو بتفاؤل أكبر ابذل جهدك في العام المقبل لتحقيقها.