محمد بن نايف لا تهادن

حرب الإرهاب علينا لا سقف له. وهذا هو فكر الإرهاب استهداف التجمعات السكانية و المنشآت الاقتصادية والشخصيات العامة. والمقابل نحن نحارب الإرهاب بالسلاح وبالرأي والمناصحة والحوار، لكن الحقيقة الثابتة أن حربنا على الإرهاب لا بد أن تكون بالأسلوب الذي يستعمله الإرهابيون نفسه في الداخل والخارج وبالسلاح .. ما حدث من المحاولة الفاشلة لاغتيال الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية هي بداية لمرحلة جديدة من المواجهة التي أجلت طويلاً وهي الحرب على الأشخاص المحتملين والفكر فإن الطريق إلى جهنم قد يمر عبر النوايا الحسنة. وكانت العرب تقول قديماً إن سوء النية من حسن الفطن.. فما زال البعض ينظر إلى الإرهابيين على أنهم فئة ضالة وأبناء وطن يمكن إصلاحهم وتقويمهم بالكلمة والحوار وهذا لا أقول إنه غير مجد لكن هناك عناصر لا ترى غير التدمير والدم وخراب الوطن ولا تعرف أي لغة سوى لغة الدم. وكلما أخذناهم بالحلم واللين والمناصحة فهموا الرسالة بمفهوم آخر هو الضعف وعدم القدرة على المقاومة والمحاربة.. الإرهابيون لا يتحركون في الداخل دون دعم مالي ولوجستي ومعلوماتية وأوكار للاختباء والتخفي وهذه حقيقة مؤلمة. والإرهابيون لا يستطيعون مواصلة الاستمرار والمقاومة وشن العمليات الإرهابية دون دعم من دول ومنظمات وجماعات تسعى إلى تدمير بلادنا وقد يكون من أهدافها العليا تدمير هذا الوطن.. شاهدنا عبر شاشات التلفزة التقرير الأمني عن آخر الإرهابيين وهم يخبئون أسلحتهم وذخائرهم في الاستراحات والمنازل وفي الرمال على أطراف المدن وشاهدنا محتوياتهم أموالا نقدية وأسلحه وأجهزة إرسال واستقبال ووسائل اتصال جوالات وتقنيات حديثة وأنهم يعملون لأكثر من سنة للتخطيط والإعداد ولديهم أهداف محددة وساعة صفر للعمليات.. والثالوث لديهم هي الاستراحات والأسلحة ووسائل الاتصال (الجولات)، وهذه الثلاث قد لا يخضع لرقابة جادة باستثناء الأسلحة الثقيلة. أنا لا أشك في قدرات الأجهزة الإدارية المسؤولة عن تنظيم (الأسلحة والاستراحات والجوالات) لكن علينا العمل الجاد والمستمر لإعادة تنظيم تلك الوسائل ومراقبتها مراقبة دقيقة جداً والسيطرة عليها أمنياً ولا تترك للجهات الإدارية والأعمال الروتينية.. منذ أن بدأت حربنا على الإرهاب والمكان الاستراتيجي والآمن بالنسبة للإرهابيين هي الاستراحات والشقق المفروشة والمخيمات البرية فهل سيطرنا على المكان أمنيا أم أنه ترك للجهات الإدارية! الأسلحة غير المرخصة هل اتخذنا تجاهها العقوبات الصارمة وتم تعقبها بطريقة إجرائية حازمة؟! أما الأخطر فهي وسائل الاتصال الجولات والخلويات والهاتف الثابت والمتحرك ومراقبة مقاهي الإنترنت العامة. أمامنا دروب طويلة من العمل والجهد والتنظيم والمطاردة لجماعات الإرهاب التي تتوالد. وأمام مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ملف معقد وشائك للوصول إلى الوسائل المستخدمة من قبل الإرهابيين رغم النجاح في قراءة أفكارهم في كثير من المناسبات وإفشال مخططاتهم.. وهذه ولادة جديدة للأمير محمد بن نايف قد تكون البداية لانكسار الإرهابيين ومقدمة لعمل موسع وكبير ضد الخلايا النائمة والمترصدة. ما نقوله هو حمداً لله على سلامتك يا من نجحت في شل يد الإرهابيين وندعو لك وللجهاز الأمني الذي تقوده بمزيد من النجاح وتفكيك أصحاب الأفكار المنحرفة والضالة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي