عبد الله العثمان والحزام الجامعي
في البدء التهنئة للمحافظات: الخرج، المجمعة، شقراء، بمناسبة إنشاء جامعات مستقلة لخدمة نطاقها الإداري و للدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود مشروعاً حالماً أعلن عنه قبل عام تقريباً يتمثل في إحاطة مدينة الرياض بحزام من الكليات الكبيرة على أن يبدأ هذا الحزام من الخرج ليغطي جنوب منطقة الرياض ويشمل رماح ليغطي شرق منطقة الرياض ثم مدن وقرى سدير وثادق والمحمل شرقاً وشمالاً، أما غرباً فتغطي شقراء والدوادمي والقويعية وعفيف وجميعها تحت مظلة جامعة الملك سعود ولكن نتيجة للتطورات السريعة التي بدأت في نقل تبعية كليات المعلمين وكليات البنات إلى وزارة التعليم العالي ونتج عنها إنشاء جامعة الأميرة نورة وما يترتب على ذلك من ضم فروع الجامعات الرئيسة (الثماني) في مناطق المملكة لتصبح جامعات المناطق (13) منطقة ثم جاءت فكرة إنشاء جامعات المحافظات وهو المشروع الذي تبناه الملك عبد الله لنشر التعليم وتوطين الجامعات والوظائف والسكان في المحافظات فهل حدث تغيير على حلم ومشروع الدكتور عبد الله العثمان؟! هل تراجع عن المشروع بإنشاء تلك الجامعات الثلاث في مناطق حيوية مثل الخرج وسدير وشقراء؟
أعتقد أن مشروع الدكتور عبد الله العثمان ستبقى أهميته مع وجود الجامعات من أجل. إقامة حزام جامعي يحيط بمدينة الرياض مع جهاتها الأربع بدلاً من أن تتمركز الجامعات في مساحة جغرافية ضيقة جداً في الركن الشمالي الغربي من مدينة الرياض. بعد أن يكتمل مشروع المدينة الجامعية للبنات في الدرعية وتكتمل مشروعات التطوير والكراسي البحثية.. فسكان جنوبي الرياض بتعدادهم وشرقي وغربي ووسط الرياض هل عليهم أن يقوموا برحلة يومية من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال في مدينة يزيد عدد سكانها يومياً.
هذا المشروع الطموح الذي بين يدي الدكتور العثمان هو فرصة لإنشاء الكليات التخصصية بعيداً عن مركز الجامعة في الدرعية مثلاً كليات: الحاسب، العمارة، القانون، الإدارة، الرياضيات، الفيزياء والطب، وغيرها والتوسع في الأقسام لتصبح كليات مستقلة مثل دول العالم التي تجد كلياتها مقسمة على نواحي وأطراف المدن وليس بالضرورة داخل حرم الجامعة. وهذا لو تحقق لأمكن لوزارتي البلديات والمواصلات من التخطيط لإقامة ضواح جامعية تجذب السكان عن وسط المدن وتسمح للطلاب المقيمين في المدن الصغيرة في محيط مدينة الرياض أن يصلوا إلى الجامعات دون الحاجة إلى الدخول إلى وسط المدينة وهذا لا يتعارض مع إنشاء جامعات الخرج وسدير وشقراء التي أعلن عنها أخيرا.
فهناك بعض الجامعات العالمية التي شكلت النواة الأولى في نماء المدن الكبيرة أو الضواحي التعليمية جذبت إليها السكان والاستثمارات ولدينا أنموذجان هي جامعة الملك سعود التي كانت سبباً بعد الله في نمو وتنمية الطرف الشمالي الغربي لمدينة الرياض وكذلك جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية التي كانت السبب في انتعاش وتنمية شمالي شرق الرياض.
فالرياض بحاجة إلى التنمية التعليمية الجامعية للمحور الغربي: المزاحمية، ضرما، عفيف، القويعية، العرض، والدوادمي. وبحاجة إلى تنمية المحور الشمالي المحمل وثادق والمحور الشرقي الذي تتناثر فيه القرى والمراكز إذن مشروع الحزام الجامعي لمدينة الرياض مازال حاضراً وباقياً والمملكة في حاجة إلى المزيد من الجامعات والكليات والأكاديميات والمعاهد.