بدأ الإرهابيون يقاربون خطاهم
صدمة كبيرة تعرض لها المجتمع السعودي بعد أن تكشفت خيوط الخطة الإجرامية التي لم يكتب لها النجاح بحمد من الله فالمكالمة الهاتفية التي دارت بين الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية والإرهابي والتي بثت على عدد من القنوات الفضائية كشفت عن بدء مرحلة جديدة من حرب الإرهاب، كما كشفت عن تمحور القاعدة وتمركزها ومساحاتها الجغرافية.. ومفتاح العملية هو قول الإرهابي للأمير محمد بن نايف ''إذا قدرت بأسرع وقت ترسل طائرة أو أي شيء بحيث أكلم أنا الشباب من عندك''. وهي مرحلة الحرب التقنية باستهداف الشخصيات والقيادات وهذا الأسلوب استخدمته روسيا في حربها مع الشيشان عندما وظفت الجوال للتفجير من بعد لقيادات الشيشان واستخدم في أفغانستان في قتل القائد شاه مسعود واستخدمته إسرائيل في قتل القائد ومهندس التفجيرات (يحيى عياش)، فالقاعدة بدأت تجمع خيوطها في قاعدة متقدمة في اليمن وحدودنا الجنوبية بعد أن فشلت في الصومال ودول إفريقية أخرى والعراق لأنها تبحث عن موطئ قدم حدودي مع المملكة.. ونحن الآن دخلنا مرحلة صعبة وشرسة ولكنها - بإذن الله - ستكون الخطوة الأولى في الحرب الأخيرة مع الإرهاب بعد أن كشفت هذه العملية الغادرة للأمير محمد بن نايف عن هوية الأشخاص والأساليب والمنهجية وحددت الأرض والمساحة الجغرافية وهوية التكوين لتصبح حرباً مكشوفة إذ كانت في السابق حرباً مع الخفافيش.. والجهات الأمنية ستنجح - بإذن الله - في محاصرة الإرهابيين بعد أن كشفت هويتهم والأرض التي ينطلقون منها ومستوى التقنية والمنهجية التي يستخدمونها والدعم الذي يتلقونه من داخل المملكة وخارجها.
الاستراتيجية التي انتهجها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتركيز العسكري والاستخباراتي والإعلامي على أفغانستان وشريط الحدود الأفغاني - الباكستاني والانسحاب السريع من العراق هي الاستراتيجية الصحيحة لنقل المعركة إلى البؤرة الحقيقية للإرهاب بدلاً من الحرب البديلة والانشغال في الطرفيات وحرب طويلة في العراق. ونحن الآن تحددت لنا البؤر الحقيقية للتجمعات الإرهابية وللمخربين، ولمن يريد لبلادنا الفوضى وعدم الاستقرار تحدد المكان، وهي المساحة الجغرافية المهمة لأي معركة أو حرب، وتحددت هوية الإرهابيين وتحركاتهم وخلاياهم وتحددت أيضاً الجهات الداعمة والمغذية لهذه الجماعات من جهات محلية ودولية.بلا شك أن لدى الجهات الأمنية الكثير من العمليات بعد أن اتضحت لها عناصر الخلية والآليات التي يعملون بها لكننا متفائلون بأن محاصرة الإرهاب أصحبت قريبة وأن الحرب تحددت ملامحها وأن الخط الذي يربط بين مياه المحيط الهندي وبحر العرب مروراً باليمن سيشهد عمليات عسكرية وأمنية لإجهاض تلك العمليات المحتملة والأشخاص الخطرين الذين يتسللون ويختبؤن خلف سواتر عديدة منها الدين والأخلاقيات العربية التي تتحلى بالطيبة وحسن الظن بالآخرين.