الثلاثاء, 28 يَنايِر 2025 | 28 رَجَب 1446


حلم ملك وطموح وطن ومستقبل أمة

بدأت الدراسة في ''الجامعة الحلم'' جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وخلال أيام قليلة سيتم افتتاح الجامعة بشكل رسمي في تاريخ يوافق تاريخ تأسيس المملكة العربية السعودية. وأرى أنه تناغم جميل بين موعدين مهمين على مستوى التاريخ الدولي، فاليوم الوطني للمملكة هو ذكرى لتاريخ كتبه الملك المؤسس ما زلنا نرى أبعاده على الخريطة العالمية إلى اليوم وحتى المستقبل بإذن الله. وهو تاريخ افتتاح الجامعة نفسه والذي أعتبره شخصيا كتابة لمستقبل مشرق بدأ بحلم ملك كما يقول البروفيسور تشون فونج شيه - رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية – '' .. ستكون الجامعة تحقيقًا لحلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، الذي قال لي عندما شرفت بلقائه - حفظه الله ....، إن هذا الحلم ظل يحتفظ به في صدره ما يقرب من 30 عاما. وعندما تحدث عن مولد الجامعة، كنت أرى وأشعر بفخره وسعادته، شأنه في ذلك شأن أب تجاه ابن حبيب'' نعم إنه حلم ملك طموح ومحب لوطنه وشعبه، فالمتابع عن قرب لرؤية هذه الجامعة يدرك أن التاريخ بدأ في استقبال تحرك من نوع مختلف لبناء المستقبل، ليس على مستوى المملكة فحسب بل على مستوى المنطقة والعالم. ولا عجب أن يكون الحلم بحجم الحالم، فهذه الجامعة المفخرة جاءت على مستوى ملك حمل لواء التطوير والتغيير في هذا الوطن خلال سنوات حكمه الماضية بشكل يدعو للفخر والتفاؤل، فالإصلاحات الكبيرة على جميع المستويات تجعل من وجود هذه الجامعة حلقة مضيئة في مسيرة التقدم، فحلم الملك على مستوى المُلك.
وتأتي هذه الجامعة لتضع طموح المملكة في احتلال مكانها المناسب سياسيا واقتصاديا على الخريطة العالمية، وأنا هنا أستخدم مؤشرا بسيطا في كون أعرق الجامعات العالمية الحالية تقع في الدول الأكثر قوة سياسيا واقتصاديا، وهذا تأكيد للعلاقة الطردية بين مستويات التعليم وقوة الدول، والمجال مفتوح لاستعراض أقوى دول العالم الحالي والنظر إلى مستوى التعاليم فيها لتأكيد صحة الربط، وهو الطموح الذي ما فتأت المملكة تعمل عليه من خلال إصلاحات تشريعية وتنظيمية كثيرة طالت جميع قطاعات السياسة والاقتصاد. وجاء التركيز على التعليم بشكل كبير لتغذية ذلك الطموح حيث تستطيع أن ترى ذلك من خلال منح خادم الحرمين الشريفين الدراسية التي ابتعثت آلاف الشباب كذلك، فإن افتتاح عشرات الجامعات في أنحاء المملكة، وتأتي جامعه الملك عبد الله للعلوم والتقنية كماسة تزين عقد الجامعات.
إن مستقبل المملكة والأمتين العربية والإسلامية يعتمد بشكل كبير على ما نزرعه اليوم، فمستقبل المملكة مرتبط بنجاح شبابها في الاستفادة من الدعم الكبير والتركيز الدائم على بناء علماء المستقبل من خلال ما تقدمة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ولا شك أن وجود 400 طالب في أول دفعة دراسية يعطي شبابنا ميزة إضافية للتعليم والمقارنة بآخرين من خلفيات تعليمية وثقافية مختلفة. كذلك فإن هذه البداية تجعل من المملكة وجهة مفضلة للمميزين والبارزين على مستوى العالمين العربي والإسلامي، فإذا كانت دول غربية تحتضن اليوم آلاف العلماء المسلمين والعرب بسبب وجود البيئة الحياتية المناسبة، فكيف يكون الحال إذا وجدوا بيئة تعليمية متقدمة في مهد العروبة وبلد الحرمين، فأي بيئة أروع من ذلك؟
فلندعم حلم ملكنا ونغذي طموح وطننا ونبني مستقبل أمتنا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي