تقرير الفارسي لم يحذر من الكارثة!!

لقد اطلعت أنا وغيري عن طريق الإنترنت على العرض الخاص للمهندس زكي فارسي والذي قدمه مشكورا أمام الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وذلك في مقر الغرفة التجارية الصناعية بجدة قبل أربعة أشهر تقريبا، الذي كان عنوانه «البنية التحتية والاختناقات المرورية في مدينة جدة».
 لقد أجاد المهندس زكي في إعطاء الأمير نايف صورة واضحة عن بعض مشكلات «العروس» مستعينا في ذلك بتجربته الطويلة كمهندس استشاري في هذا المجال, إلا أنني فوجئت كغيري أنه لم يذكر شيئا عن مشكلات العشوائيات في مدينة جدة ومشكلات السيول أو حتى مشكلات الأحياء السكنية في شرق وجنوب جدة والتي كانت عرضة لأضرار سيول الأمطار الأيام الماضية. التقرير لم يقتصر على التحدث عن البنية التحتية والمشكلات المرورية كما نقرأه من خلال العنوان، بل تضمن كذلك الحديث عن البيئة ومشكلاتها, وصرف مياه السيول والأمطار، وكذلك عن الميزانيات والأموال المعتمدة, لذا فقد تمنيت لو استمر في إسهابه بالحديث عن مشكلات الأحياء العشوائية في مدينة جدة من حيث تاريخ بدايتها, وأسباب نشوئها, وحجم الخطر التي تمثله في حال استمرارها وتمددها، والطرق الكفيلة بمعالجتها والحلول المقترحة، وغيرها من أفكار لا أعتقد أنها كانت غائبة عن المهندس زكي وهو الخبير بخفايا أمور العروس ومشكلاتها الإدارية.
 لو فعل المهندس فارسي ذلك لكان أولا - في رأيي الشخصي - أن يضع صاحب القرار في الصورة الحقيقية لأوضاع المدينة المتردية من حيث إظهار البعد الحقيقي للمشكلات الرئيسة التي تعانيها المدينة حاليا وليست المشكلات المرورية والبيئية وغيرها.  كان بإمكان معد التقرير أيضا أن يقدم معلومات أكثر احترافية – وهو قادر بلا شك - في تحليل المشكلات العمرانية من خلال بيانات وأرقام عن عدد السكان والمساكن والمساحات التي تمثلها هذه الأحياء السكنية كما فعل في الشرح عن الاختناقات المرورية في الطريق الشرقي السريع عندما رسمها بنقاط مرورية محددة أو عندما وضحها بجداول وصور جوية.  المهندس زكي لم يشر في التقرير أيضا إلى نقطة مهمة أخرى وذات علاقة بما تعانيه حاليا مدينة جدة ألا وهي كيفية معالجة مشكلات السيول وتحديد مسارات الأودية المقبلة من شرق المدينة عندما تعبر الأحياء السكنية في شرق وجنوب المدينة، وكنت أتمنى لو وجدنا في التقرير خريطة تمثل « طبوغرافية» تلك المنطقة من جبال وأودية ووجدنا شرحا عن حلول وتصورات تبين مصبات تلك الأودية ومسارات عبورها إلى أن تصل إلى آخر نقطة لها في البحر.
 هذه النقاط تحديدا لم يذكرها وللأسف تقرير المهندس زكي فارسي، وأستغرب كيف غابت عنه هذه وهو الخبير بهذه الشؤون، علما أنه تبين للجميع لاحقا أنها مربط الفرس لحل مشكلات مدينة جدة الرئيسة، وقد اعتبرها البعض بمثابة «الكود السري» لفتح باقي الملفات، إضافة بالتأكيد إلى أهمية ما ذكر في التقرير من مشكلات مرورية وبيئية وغيرها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي