25عاما في عمر غرفة الشرقية

تغيرت المنطقة الشرقية كثيرا.
تغيرت عما كانت عليه، قبل أن يتولى الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود مسؤوليات إمارة المنطقة.
نظرة واسعة على خريطة المنطقة، وإطلالة متفحصة لمحافظاتها ومدنها وقراها وهجرها، تكشف عن تطورات كبيرة طرأت عليها خلال خمس وعشرين سنة مضت، وامتدت لتشمل كافة الجهات الحكومية والأهلية بالمنطقة.
في مقدمة هذه الجهات غرفة الشرقية التي كان لها أكبر نصيب من نظرته لتطوير وتحديث «الشرقية»، وتحقيق النهضة في كافة قطاعاتها.
ولا تستطيع الغرفة أن تنسى لسموه دعمه لمشروع مبناها ومقرها الجديد، الذي رعاه وافتتحه في 1413هـ (1992م)، ليكون معلما من أهم المعالم الحضارية المتميزة في المنطقة الشرقية، وليكون مفخرة ليس لرجال الأعمال والقطاع الخاص بالمنطقة فحسب، بل لأبناء وأهالي «الشرقية» كلها، في التصميم الهندسي، وفنون الإنشاء المعماري، وجماليات التشكيل والبناء، بما يضمه من قاعات وإمكانات حديثة وضعها رجال الأعمال، أصحاب البيت، في خدمة كافة الجهات الحكومية والأهلية، وساعدتهم على أن يشاركوا أبناء المنطقة وأهاليها في الكثير من المناسبات، وأن يستثمروا المقر الجديد ليكون نقطة إشعاع حضاري وثقافي وتوعوي في الكثير من القضايا والموضوعات الوطنية، خاصة ما يتعلق منها بالتنمية.
لقد كان المقر الجديد، نقلة كبيرة، ليس في تاريخ «غرفة الشرقية» فحسب، بل في تاريخ المنطقة كلها، وهي نقلة تتجاوز بكثير المسافة التي قطعتها من مبناها «القديم» في وسط مدينة الدمام، بحجراته الثلاث الضيقة، وجدرانه البالية المتهالكة، إلى هذا الصرح المعماري والهندسي الشامخ، على طريق الكباري (الدمام/ الخبر السريع)، حيث الخطوة واسعة وعملاقة، من عصر إلى عصر، ومن زمن إلى آخر مختلف بتطلعاته وأحلامه وأهدافه.
إن حظ غرفة الشرقية من رعاية سموه كان كبيرا، فقد لقيت من سموه ـ دائما ـ الدعم والتشجيع والاهتمام، إدراكا من سموه لأهمية دورها في خدمة مجتمع المنطقة، واقتصادياتها، وفي خدمة اقتصادنا الوطني، وقضاياه الاستراتيجية والمستقبلية.
وقد وقف سموه دائما إلى جانب الغرفة، راعيا لمبادراتها وبرامجها وأنشطتها، في إطار نظرته الشاملة لدور القطاع الخاص، وحرصا على إسهام رجال الأعمال في عملية التنمية، قدم سموه للغرفة كافة الإمكانيات لكي تلعب دورها في حل مشكلات القطاع الخاص، ورعاية مصالح رجال الأعمال، فحققت الغرفة الكثير من الإنجازات، على كافة الأصعدة، وفي مختلف المجالات التي حددتها كمحاور وأهداف استراتيجية لعملها وأدائها.
إن سمو أمير المنطقة حرص باستمرار على تشجيع الغرفة، ودعم برامجها وأنشطتها، ووقف دائما مع كافة مبادراتها، سواء كانت تتعلق بخدمة الاقتصاد الوطني، أو رعاية مصالح مشتركيها من رجال الأعمال، أو خدمة العمل العام بالمنطقة، وقد أعطى اهتماما كبيرا لكافة مبادرات الغرفة الخاصة بتطوير بيئة قطاع الأعمال، وتطوير المنشآت الصناعية والتجارية القائمة، من خلال دعمه المستمر لتوجهات الغرفة وبرامجها في هذا المجال، حتى أصبحت تلعب دورا متميزا في حفز البيئة الاستثمارية السعودية، خاصة من خلال الملتقيات العالمية التي حققت من خلالها شهرة واسعة، وجذبت عبرها الكثير من الاستثمارات للمنطقة، إضافة إلى تسليط الأضواء بقوة على ما تشهده «الشرقية» من ملحمة نهضوية وحضارية شملت جميع مجالات الحياة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي