جامعة الملك فهد والرعاية الكريمة

حين تكتب عن شخصية بمكانة الأمير محمد بن فهد، فإن الكلمات – مهما كانت بلاغتها – يصعب عليها أن تفي هذا الرجل العظيم حقه من الثناء والتكريم.
فمنذ أن تولى إمارة المنطقة الشرقية وهو يحيط الجامعة برعايته الكريمة وتوجيهاته السديدة ومؤازرته المستمرة ومساندته المتواصلة.
ويأخذ اهتمامه بالجامعة أشكالاً متعددة، فسموه يرى في هذه الجامعة منارة من منارات العلم ومعلماً من معالم التطور الحضاري بالمنطقة الشرقية، ومن ثم فهو يرعى كثيراً من المناسبات التي تنظمها الجامعة أو تستضيفها خصوصاً المناسبات ذات المردود التنموي، فسموه يرعى حفل التخرج ويشرفه بحضوره الكريم وهي مناسبة تهدي الجامعة الوطن فيها نخبة من الكوادر الفنية المدربة والقادرة – بمشيئة الله – على أن تكون إضافة خيرة إلى رصيد الوطن من القوى المنتجة. كما يرعى سموه – على سبيل المثال - يوم المهنة الذي يشارك به عدد كبير من المؤسسات والشركات التي تطرح فرصها الوظيفية والتدريبية على الخريجين وتستقطبهم للعمل لديها بعد ما رأت عطاءات زملائهم السابقين من خريجي هذه الجامعة ولمست قدرتهم على أداء المتطلبات المهنية للوظائف التي شغلوها.
وبالطبع فإن دلالات هذه الرعاية الكريمة لا تخفى على أحد، فهي إجلال لدور الجامعة في إعداد القوى البشرية وتقدير لرسالتها في تزويد قطاعات المجتمع بالكفاءات السعودية المؤهلة والمدربة.
كما يحرص سموه خلال زياراته الكريمة للجامعة على أن يتفقد أحوالها ويحيط بنواحي تطورها ويطلع على مبادراتها ومشاريعها التطويرية التي تحافظ من خلالها على ما حققته الجامعة من مكانة رفيعة وسمعة علمية متميزة.
وتشرف أسرة الجامعة بزيارة سموه في بداية كل عام دراسي، حيث يستمع سموه إلى تقرير عن سير العمل في الجامعة ويطمئن سموه على ما أنجزته الجامعة على مستوى التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع ويهدي إلينا نصائحه الغالية التي تكون نبراساً يضيء لنا الطريق وينير لنا الدرب لأن هذه التوجيهات السديدة تستنهض هممنا لمواصلة العمل بجد وإخلاص لتعزيز دور الجامعة وتحقيق رسالتها التنموية.
وإذا تركنا الحديث عن الجامعة، فإننا نستطيع أن نؤكد بثقة تامة أن أي زائر للمنطقة الشرقية يستطيع أن يلاحظ بوضوح هذا التطور الهائل الذي تشهده في مختلف المجالات، كما سيلمس مظاهر النهضة الاقتصادية والسياحية التي تعيشها المنطقة وستصافح عيناه عشرات المصانع الكبرى والشركات العملاقة التي تقوم بدور بارز في تعزيز مسيرة الاقتصاد الوطني، وسيلاحظ كذلك حرص سموه الكريم على تلمس احتياجات المواطنين عن قرب ومتابعة المشاريع الكبرى التي تشهدها المنطقة ومعرفة درجة استفادة المواطنين منها ومدى إسهامها في تحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل، إضافة إلى متابعة سموه أداء الأجهزة الحكومية وعلى نحو خاص ما يتعلق بالخدمات المقدمة للمواطنين.
وبالطبع فإن اهتمام سموه بتوفير الفرص الوظيفية للمواطنين واضح للعيان من خلال برنامج الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز لتأهيل وتوظيف الشباب السعودي الذي يهتم بتدريب الشباب وتأهيلهم للعمل ومن ثم مساندة جهود السعودة وتوطين الوظائف وتوفير الفرص الوظيفية للكفاءات السعودية القادرة على المساهمة في نهضة الوطن.
كما يبدو اهتمام سموه بالعلم: طلاباً ومؤسسات واضحاً وجلياً من خلال تأسيس جامعة الأمير محمد بن فهد وفقاً لأحدث المواصفات والمعايير العالمية، ومن خلال جائزة سموه للتفوق العلمي، التي تؤكد حرص سموه على تشجيع النبوغ وتكريم التفوق وإعلاء قيمة العلم ومكافأة العمل الجاد والمخلص الذي يصب في صالح بناء الإنسان السعودي.
ولا ننسى جائزة سموه لأعمال البر التي تشيع التراحم والتكافل في المجتمع، وتحفز المواطنين على أعمال البر، وتجعل الجميع يشعرون بأنهم أسرة واحدة وقلب واحد وجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. وتشمل فروع هذه الجائزة كل المجالات التي يمكن أن تسهم في تشجيع العمل الخيري فقد تم تخصيص الجائزة لستة فروع هي جائزة المتبرعين من رجال المال والأعمال، جائزة الدراسات والأبحاث التي تخدم أعمال البر، جائزة المتطوعين والمتطوعات في أعمال البر، جائزة الاستثمارات والمساهمات في أعمال البر، جائزة القطاعات الأهلية والحكومية المشاركة في دعم وتشجيع أعمال البر، جائزة الإعلام والإعلان والتسويق لخدمة أعمال البر.
ويتضح حرص سموه على تطوير الأداء الحكومي من خلال إطلاق جائزة الأمير محمد بن فهد للأداء الحكومي المتميز التي تتماشى مع توجيهات القيادة الحكيمة بالاهتمام بالمواطنين وتقديم أفضل الخدمات لهم وإنشاء جهاز قياس أداء الأجهزة الحكومية التي تسهم في التحديث الإداري وتطوير الأداء في الأجهزة الحكومية وتوفير بيئة عمل مثالية ومحفزة على العطاء وقد شرفت الجامعة بالفوز بهذه الجائزة أكثر من مرة.
كما أطلق سموه جائزة الأمير محمد بن فهد لذوي الاحتياجات الخاصة التي تهدف إلى رعاية هذه الفئة الغالية على قلوبنا وتكريم الأجهزة الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص التي تسهم في توظيف ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تسعى الجائزة لكي تكون وسيلة فعالة لدفع المؤسسات الحكومية والخاصة لتأهيل وتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة كخطوة مهمة يمكن من خلالها أن يمارسوا حياتهم ويتخذوا خطوات نحو الاعتماد على الذات في كسب الرزق من خلال عمل فعال تستشعر من خلاله هذه الفئة الغالية دورها في خدمة المجتمع والتنمية الاقتصادية.
وبعد فالإنجازات كبيرة والعطاءات متنوعة والكلمات لا تحيط كما ذكرت في البداية بجوانب التميز في هذه الشخصية العظيمة أو بإنجازاتها التي طالت مختلف المجالات وامتدت إلى كل الميادين.

مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي