الانتصار العسكري والاقتصادي
الحمد لله رب العالمين، يعبر وطننا الغالي بإرادة الله ثم عزيمة الرجال المخلصين وتحت قيادة رشيدة بحور الأزمات إلى بر الأمان، ويخرج دوماً منتصراً ومظفرا، سواء كانت أزمات اقتصادية أو أمنية أو سياسية. نفتخر اليوم برجال القوات المسلحة بعد دحر المتسللين لحدودنا الجنوبية، كما افتخرنا خلال الأعوام الماضية بلجم عناصر الفئات الباغية الضالة؛ وكما سعدنا بعبور اقتصادنا الوطني الأزمة المالية العالمية الخانقة العام الماضي.
نترحم جميعاً على شهداء الواجب وندعو لهم بالمغفرة، جمعنا الله وإياهم في عليين.
ومع ذلك فلا بد من أن يتلو الانتصار العسكري انتصار اقتصادي، وذلك بالاستفادة من الأزمة ، ليس عن طريق بناء الحواجز بيننا وبين شعب عزيز وجار على قلوبنا، ولكن ببناء جسور المحبة والرخاء الاقتصادي؛ وقد يكون ذلك من خلال الاستثمار في بنية تحتية مشجعة للاستثمار الصناعي والزراعي على طرفي الحدود بين المملكة واليمن، فبظني والله أعلم، أن عوامل نجاح قيام المشاريع العملاقة على الشريط الحدودي تبدو مشجعة، حيث تتوافر الأيدي العاملة الرخيصة، والقرب من الموانئ وأسواق الاستهلاك كقارة إفريقيا ''المتعطشة''؛ ويمكن من خلال إنشاء مراكز تدريب مهنية تحويل أبناء تلك المناطق سواء السعوديين أو اليمنيين إلى قوة عاملة ماهرة، تحافظ هي على مكتسباتها ، فالطبقة المتوسطة المحترفة هي صمام الأمان لأي مجتمع.
ويمكن في هذا محاكاة النموذج الأمريكي في حدوده مع المكسيك، حيث عانت أمريكا عقوداً من الزمان مشكلات أمنية، قلت بشكل رئيس عندما طبقت النموذج الاقتصادي بدلاً من الأمني، فلا يمكن أن تنام مطمئناً شبعان وجارك خائف جائع.
فكرة أكاديمية تحتاج إلى دراسة متعمقة والله أعلم.