نساء من الخليج
حين شرّفتْني جامعة عفت للبنات في جدة بالدعوة إلى المشاركة بمداخلة ضمن المدعوات والطالبات وصاحبات السمو الملكي في لقاء صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، نازعَني حول ذلك شعوران:
شعورٌ بالغبطة أن أكونَ من بين ضيوف هذا الحشد إذ تُكرِّمُ جامعة عفت للبنات واحدة من أهمّ رموز نساء الخليج، واعتبرت مشاركتي شرفاً لي بكل مقياس، لكنّني في الوقت نفسه شعرتُ بقدر غير هيّن من الفَزَع خشيةَ أن أُخفقَ في سؤالي إياها عن مشاركتنا معها في إعداد قاموس لغة الإشارة العربية الذي تم في قطر تحت إشرافها، ووحد لغة الإشارة العربية في 22 دولة عربية، وإنجاز هذه المهمة الصعبة إنجازاً يليق بعَلَم في قامة نزهو بتلقيبها ضيفة الوطن. ورُبَّ سائلٍ يسأل: ولِمَ الفزع؟ فأقول: أفزعُ من الكتابة عن فتاة الخليج؛ فهي (موسوعةٌ) ثقافية تشَكلتْ حضُوراً وأداء وإنجازاً إذ بدأت مسيرتها في خدمة قطر والخليج والعالم العربي ..
وأفزعُ من سؤال؛ لأن سموها تشارك في عملية التطوير التي تشهدها دولة قطر على مستوى التعليم وتنمية المجتمع كما تضطلع بمسؤوليات قيادية على المستوى الدولي.
بعد هذه المقدمة التي لم يكن منها بدُّ أقولُ: إن المرءَ ليحَارُ متسائلا: من أين يبدأ؟ وعم يتكلم؟ وكيف يجمع النجاحات الكثيرة في كلمة واحدة؟! وبمَ يختمُ حديثاً عن صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند؟! وأيّاً ما قلت عنها في هذا المقام، فحديثي عنها مجروح؛ لأنها من النماذج الخليجية التي برهنت بوجود المرأة وقيادتها، ثم إن سيرتها الطويلةَ في دروبِ الحياة تستحقُّ أن يُفْردَ لها سِفْرٌ كامل لا سطورٌ أو ملف يضمّ صفحاتٍ!
فقد اختارت مجلة (فوربس) صاحبة السمو من بين أهم مئة امرأة قيادية في العالم، واختارتها صحيفة (التايمز) اللندنية من بين قادة الأعمال الخمسة والعشرين الأكثر تأثيرا في منطقة الشرق الأوسط.
هي متحدّثة بارعة ومثقفة تشكلتْ منها مجتمعةً شخصيتُها عبر السنين حتى غدت علامة مضيئة في جبين نساء الخليج، وقد امتطت صهوة التقدم من خلال متنِ المعرفة والخبرة والمشاركة خليجيا وعربيا وعالميا مصطحبةً جيلَ اليوم في زيارات لمضارب الأمس وعاداته وتقاليده، ولها أحاديث رقيقة مع شابات هذه الأمة، فقد غادرت منصة الضيافة في جامعة عفت لتقف في مدرج طالبات لتخاطب من خلاله الجيل الحاضر والواعد بمستقبل مشرق.
وأخيراً وليس آخراً هي الخليجية صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند التي تحرص على تفعيل دور المرأة في الحياة السياسية والمشاركة في صناعة القرار من خلال رئاستها مجلس إدارة المؤسسة العربية للديمقراطية ومقره في الدوحة، حيث انبثاق شهابها وسطوع نجمها.