إلى  جنان الخلد يا أخي

لقد كانت فاجعة مؤلمة لي، فقد شقيقي الأكبر عبد الله بن محمد بن فوزان الشايع رحمه الله وأسبغ عليه شآبيب الرحمة والغفران.
وإنني إذ أرثيه وأعزي نفسي وأبناءه وأبنائي وأسرتنا الكبيرة لأتضرع إلى خالقنا أن يرحم أخي ويجعل ما حل به من آلام وأمراض امتدت لسبع سنوات تكفيرا وتمحيصا عما يكون قد اقترفه في حياته، وجل من لا يسهو أو يخطئ أسرعت بنا الدنيا وسنونها بين كد وترحال وهي كذا نزل وترحال وهي كذا نزل وارتحال وإنا على الدرب سائرون.
 لقد كانت أحلامك كبيرة كما كانت تطلعاتك مشرقة، فحمدا له أعطى وأخذ، وحمداً لله فقد خلفت رجالا ونساء هم المثل الأعلى في الأسرة (ومن خلف ما مات). 
أتذكرك في الشارخية في دخنة في الشميسي في البديعة عاملا مكافحا، لا تغيب عني أحاديثك وروحك المرحة الطيبة النقية. 
إن الدموع والبكاء لن تجف حتى نلقاك مع الأبرار محمد ومنيرة - رحمك الله ورحمهم ورحمنا أجمعين -. 
لقد افتقدناك أبا محمد وافتقدك الرجال والنساء الذين يكنون لك الكثير من المحبة والذكرى الحسنة. فجراح فقدك لن تندمل بسهولة وستظل ذكراك العطرة في تفكير وخلجات نفوس من عرفك ورافقك على مدى عمرك، لقد كنت مضرب المثل في الكرم والرجولة بل كنت لنا مثلا ومشعلا نستنير به. لقد قضيت حياتك مستجيبا لمن احتاجك وفازعا لمن استجار بك على قدر استطاعتك وقضيت حياتك متعبدا صامتا يملأ قلبك الإيمان.
 لقد عملت بكد وجد وكفاح لرفعة أبنائك بعيدا عن المشكلات ومحافل السوء. لقد ضجت المدينة وحضر وهاتف الكثير وبكى الكثير رثاء لأبي محمد. لقد كنت أخي وصديقي وأبي، فلك مني الدعاء المخلص ولك من الجميع الذكرى العطرة. 
لقد تألمنا كثيرا عندما رأيناك في العناية المشددة .. إن المعطي الواهب ومقدر الآجال ربما جعل لك خلاصا مما عانيت على مدى سني مرضك، ودموعي تغالبني ويرهقني فراقك، أكرر دعائي إلى خالقنا أن يرحمك ويرحمنا، ويرهقني فراقك، أكرر دعائي إلى خالقنا أن يرحمك ويرحمنا .. وإنا لله وإنا إليه راجعون..
 انحنيت وانحنيت بداري أبكي..
عضيدي وأبوي الكبير عبدالله..
وأرثي لحالي عزاي عند الله..
تفداك الروح وحنا عبيد الله..
ويفداك الجمال وجهك من نورالله..
عند محمد ومنيرة نلقاك والله..
أبو محمد يا راسنا تفداك خلق الله..

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي