احتياجات «ثول» من «كاوست»
إن إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ''كاوست'' في مدينة ثول على ساحل البحر الأحمر هي مفخرة بلا شك لكل أبناء الوطن قبل أن ينعم بنفعها أهالي ثول أنفسهم الذي يغبطهم الجميع على اختيار موقع الجامعة على ضفاف مدينتهم الساحلية الجميلة.
ليس من أبناء ثول في الوقت الراهن - على حد علمي - من ينتسب للجامعة أو يعمل ضمن كادرها الأكاديمي أو الوظيفي، وإن كنا نتمنى أن يتحقق ذلك في المستقبل القريب، وهذا لا يعني عدم الاستفادة حاليا أو مستقبلا من إمكانات الجامعة وخدماتها الأخرى بالنسبة لثول، فقد قامت شركة أرامكو - الجهة المعنية بإنشاء في الجامعة - بالبدء في تطوير البلدة '' ثول '' من خلال تحسين بعض شوارعها، وإنشاء مرفأ للصيادين، وتطوير الواجهة البحرية فيها، وغيرها من الخدمات الأخرى، حيث لا يزال العمل جاريا في بعض الأعمال.
إن احتياجات ''ثول'' من ''كاوست'' – في رأيي الشخصي – لا يقتصر على تحسين الشوارع أو إنشاء بعض المرافق والخدمات فحسب، بل يحتاج إلى شمولية ومشاركه أكثر وأبعد من ذلك حتى تكتمل المنفعة للمدينة إذا ما أردنا أن نصل بمستواها الاجتماعي والثقافي والعمراني إلى مستوى المدينة الجامعية حتى لا يكون هناك فجوه ثقافية وعمرانية مستقبلا بين مجتمع ''كاوست'' ومجتمع ثول .
إن هذه الاحتياجات متعددة ومتنوعة، وإن كان معظمها يستدعي الحاجة إلى مساندة ودعم القطاع الخاص، ومشاركة إدارة ''كاوست'' في العمل، إضافة بلا شك إلى اهتمام الأهالي، ورغبتهم في تطوير البلدة عن طريق المبادرات والتنسيق والمتابعة مع الأجهزة الحكومية المعنية، يمثلهم بذلك المجلس البلدي لتتضافر الجهود بالعمل المشترك، ونستطيع أن نلخص هذه الخدمات كما يلي:-
أولا، الارتقاء بمستوى جميع الخدمات والمرافق في البلدة ''ثول'' كاستخدام تقنية ترشيد الكهرباء الموجودة في الجامعة للبلدة، وتوحيد شبكة الصرف الصحي، وتصريف مياه السيول والأمطار فيما بينهما.
ثانيا، تحفيز السياحة واستقطاب الوفود لزيارة المنطقة من خلال إقامة المعارض العلمية والندوات.
ثالثا، تحفيز الحماية البيئية وتنمية الحياة الفطرية، ما سينعكس إيجابا على المعيشة والمهنة لسكان ''ثول''.
وهذا يتأتى من خلال :
- الاستفادة من بحوث قسم البحار والمحيطات في الجامعة وتركيز البحوث على البيئة المحلية وإنمائها.
- إقامة النشاطات العلمية والاجتماعية للتوعية بالبيئة وطرق المحافظة عليها .
- الاستفادة من التقنية والنظم المتبعة في الجامعة للحفاظ على البيئة المحلية في البلدة كتقنية الانبعاثات الحرارية وإعادة تدوير النفايات وغيرها .
رابعا، استقطاب الشركاء الصناعيين للبلدة، ما يتيح مجالات عديدة لأهالي ثول في تنمية الخبرة الصناعية لديهم، وذلك من خلال :-
- الاستفادة من الشركاء الصناعيين للجامعة لتقديم الدعم المادي والتقني في المجالات الخاصة بهم في البلدة.
- إيجاد السبل الممكنة لتحفيز الاستثمار لهؤلاء الشركاء الصناعيين في المنطقة.
- تحفيز التجارة والتوظيف لأبناء المنطقة من خلال إتاحة فرص العمل لأبنائها للعمل في الخدمات المساندة داخل الجامعة أو لدى المقاولين المتعاقدين مع الجامعة.
أخيرا، إن تحقيق مثل هذه الأهداف وغيرها هي مسؤولية مشتركه، كما ذكرت ما بين أهالي ثول وإدارة ''كاوست''، والأجهزة الحكومية المعنية في البلدة، وخاصة المجلس البلدي، إضافة إلى دعم القطاع الخاص في المنطقة، كما يتطلب وعي الأهالي المستمر بأهمية المشاركة الدائمة لكل ما فيه مصلحة المنطقة، والله من وراء القصد.