عبد الله بن عبد العزيز .. غيث متصل وهمة لا تُطال
عطاءات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أصبحت عنوان البناء، وأنموذج العطاء، فلم يعد مستغرباً أن نسمع في أي وقت، ودون التقيد بمناسبة، عن مبادرة تطويرية فريدة، أو بناء تنموي شامخ، أو دعم سخي غير مسبوق، تمتد به أيادي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الذي آمن بأن ما تنعم به بلادنا من موارد مادية، إنما هو وسيلة لصنع الموارد البشرية الأكثر تأثيراً واستمراراً في مسيرة التنمية المستدامة، فتوجه - حفظه الله -نحو الهدف الأسمى، الهدف المعرفي والإنساني، بهمة العظماء، وعطاء الكرماء، وسخر كل الجهود وكل القدرات المادية، لدفع شراع سفينة نشر المعرفة، وبناء مجتمعاتها بثبات، فقرن القول بالعمل مجسداً صدق التوجه، وصفاء البصيرة .. وفي سبيل المعرفة، يدرك عبد الله بن عبد العزيز أن زمن انهيار الحدود قد حان، وأن الأمة الواحدة لا تجزئها حدود، ولا تحول دون وحدة أهدافها ومصائرها صعوبات، لأن الهمة العالية كفيلة بتذليلها، وهل هناك أعلى من خادم الحرمين الشريفين همةً، وأندى من عبد الله بن عبد العزيز يدا؟!
بالأمس شهدت البذرة المباركة للعمل الخليجي المشترك ـ جامعة الخليج العربي ـ فصلاً من فصول مكرمات عبد الله بن عبد العزيز. ففي الوقت الذي كانت تنتظر فيه إنشاء مستشفى يدعم تخصصها الذي أبدعت فيه، إذا بالأيادي البيضاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تسبغ عليها مدينة طيبة متكاملة، لتكون بها صرحا علميا يشار إليه بالبنان، وعنوانا طبيا يفخر به الإنسان.أمام هذه الفصول السامية للملك عبد الله بن عبد العزيز، لا يسعنا في مكتب التربية العربي لدول الخليج إلا أن نقف احتراما، وأن نزداد حرصا وعطاء، محاولين بكل جهودنا مواكبة غيث أيادي خادم الحرمين، فنستثمره في تكريس وتطوير العمل التربوي الخليجي المشترك في الدول الأعضاء في مكتب التربية العربي لدول الخليج، حيث تشرف بكون هذه الجامعة إحدى مبادراته، التي باركها قادتنا الميامين قبل أكثر من 30 عاما.