نهضة شاملة وإنجازات عظيمة
حقق وطننا الغالي، في هذا العهد الزاهر، مزيداً من النمو والازدهار والنهضة الشاملة والإنجازات العظيمة، التي طالت مختلف المجالات، وامتدت إلى كل الميادين، وشملت جميع أرجاء الوطن، وأسهمت في تسريع مسيرة التنمية، وتدعيم المكانة التي يحظى بها بلدنا الكريم بين بلدان العالم.
وبالطبع، فإن هذه الإنجازات العظيمة، التي تصب في صالح الوطن والمواطن، تحققت بفضل الله، ثم بفضل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله، الذي حققت البلاد في عهده الزاهر مستويات قياسية من التقدم، وامتدت جهوده - يحفظه الله -، إلى خدمة الأمة الإسلامية والمجتمع الإنساني بأسره.
وفي هذه المناسبة الغالية، أتذكر، بكل الفخر والاعتزاز، زياراته الكريمة إلى كل مناطق المملكة، والتي يتلمس خلالها احتياجات المواطنين، ويتفقد أحوالهم، ويستمع إليهم، ويجيب على استفساراتهم وتساؤلاتهم، ويدشّن المشاريع الاقتصادية والتنموية العملاقة، التي تسهم في رفع مستوى المعيشة، وإيجاد فرص عمل للمواطنين.
وإذا استعرضت بعض الإنجازات التي تحققت في هذا العهد الزاهر، فإنني أشير إلى نجاحات كبيرة تحققت على صعيد تنويع مصادر الدخل، وتوسيع القاعدة الاقتصادية، وتهيئة قطاعات المجتمع لدخول عصر الاقتصاد المبني على المعرفة.
وبالطبع، فإن الإنجازات لم تقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، فقد شهد هذا العهد الزاهر العديد من المنجزات التنموية في المجالات الصحية والاجتماعية والصناعية والثقافية، مما أسهم في نهضة الوطن وتطوره وتوفير المزيد من الخير والازدهار لأبنائه.
وإذا انتقلت إلى الحديث عن الإنجازات التي تحققت في مجال التعليم العالي، فإن هذا القطاع الحيوي حقق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - تطوراً شاملاً وإنجازات كبيرة.
وقد انطلقت هذه الإنجازات من دعم كبير يحظى به التعليم العالي من خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - وهو دعم ينطلق من اقتناع عميق بدور التعليم العالي في إعداد الكوادر البشرية الملتزمة بالمبادئ الرفيعة، والمحافظة على القيم الفاضلة، والمواكبة لأحدث مستجدات العصر، والواعية لدورها في نهضة الوطن، والمساهمة في مسيرة التنمية الشاملة.
وقد نجحت مؤسسات التعليم العالي في استثمار هذا الدعم في تحديث العملية التعليمية، والوصول إلى معايير الجودة العالمية، وزيادة الارتباط مع احتياجات التنمية، وإقامة شراكة فاعلة مع قطاعات المجتمع المحلي والمراكــز العلمية العالمية، وزيادة الربط بين عملية التعلم واحتياجات سوق العمل، ومواجهة التحديات المعرفية التي يطرحها التقدم التقني المعاصر. والمتأمل لما تحقق من إنجازات في مجال التعليم العالي يلاحظ أن هذا العهد الزاهر تعامل مع التعليم العالي على أنه ركيزة النهضة، والدعامة الأساسية لبناء الدولة العصرية، وتحقيق التنمية الشاملة.
وهناك عدد كبير من المؤشرات التي تعبر عن ما يحظى به التعليم العالي من دعم، ومنها:
* تخصيص الميزانية العامة 137.6 مليار ريال للتعليم والتعليم العالي والتدريب، وهو ما يؤكد الدعم الكبير الذي تحظى به هذه القطاعات باعتبارها قطاعات مسؤولة عن بناء الإنسان السعودي المزود بالعلم والمعرفة، والقادر - بمشيئة الله - على المساهمة الفاعلة في مسيرة التنمية، ومواكبة مستجدات العلوم والتقنية، والوفاء بالاحتياجات المتجددة والمتطورة لسوق العمل. كما يساعد هذا الدعم الكبير مؤسسات التعليم العالي على تحقيق رسالتها وأداء دورها الحيوي وتحقيق نقلة نوعية في التعليم الجامعي.
* إنشاء الجامعات الجديدة، التي تؤكد حرص هذا العهد الزاهر على إتاحة التعليم العالي في ربوع الوطن كافة، حيث ارتفع عدد الجامعات الحكومية إلى 24 جامعة في الوقت الحالي فضلاً عن جامعات وكليات أهلية كثيرة أنشئت في السنوات الأخيرة، مما أسهم في زيادة القدرة الاستيعابية للجامعات، والوفاء بالطلب المتزايد على التعليم العالي.
* إطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الذي يشمل مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في تخصصات حيوية في جامعات مرموقة في عدد من دول العالم، كما صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله، على تمديد فترة برنامج الابتعاث الخارجي لمدة خمسة أعوام، وهو ما يسهم في توفير كفاءات وطنية تخرجت في أرقى الجامعات، وفي تخصصات تتوافق مع احتياجات سوق العمل ومتطلبات برامج التنمية، وتسهم في نهضة الوطن وتطوره.
* إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لتكون منارة للمعرفة، وبيئة راقية للعلم، وجسراً للتواصل بين الشعوب، وصرحاً علمياً شامخاً للعلوم والتقنية يستقطب الطلبة والدارسين والباحثين من مختلف دول العالم، ويسهم في توطين التقنيات المتقدمة، التي صارت ضرورة من ضرورات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
* استثمرت وزارة التعليم العالي هذا الدعم الكبير في تحقيق إنجازات متميزة، ونجحت في الارتقاء الكمي والنوعي بالتعليم العالي من خلال رفع كفاءته الداخلية والخارجية، وزيادة الاهتمام بقضايا الجودة النوعية، وتعزيز ربط البرامج التعليمية بمتطلبات التنمية، والتوسع في التخصصات العلمية التي تحتاج إليها مسيرة التنمية.
* أطلقت وزارة التعليم العالي مشاريع ومبادرات مهمة مثل برامج مراكز التميز البحثي، وبرامج تنمية الإبداع والتميز لدى أعضاء هيئة التدريس، وتطوير برامج وخدمات الإرشاد الطلابي، وتطوير الأقسام الأكاديمية، وتطوير الجمعيات العلمية، وبرامج الاعتماد الأكاديمي المؤسسي والبرامجي.
* الترخيص بتأسيس شركة وادي الرياض وشركة وادي جدة وشركة وادي الظهران للتقنية، لتعزيز دور الجامعات في الإسهام الفاعل في تطوير اقتصاد المعرفة عبر الشراكة بين المؤسسات التعليمية والبحثية ومجتمع الأعمال ومن خلال الاستثمار في المشاريع المشتركة التي تصقل الخبرات والتطبيق العملي لطلاب الجامعة وأساتذتها، وهو ما يعكس إدراكاً كبيراً لأهمية الاقتصاد المعرفي، ويوفر البيئة المثالية للابتكار، ويسهم في بناء الدورة الكاملة لإيجاد المنتج المعرفي وتطوير التقنية واستثمارها، ويؤكد أن الدور الذي تقوم به الجامعات الحديثة لا ينحصر في تقديم التعليم المتطور ولكن في تفعيل البحوث العلمية التي تجريها الجامعات وربطها بالاحتياجات الاستراتيجية للمملكة.