المخدرات .. خطر يفوق أخطار الكوارث

''المخدرات أكثر خطراً وفتكاً من البراكين والزلازل والفيضانات''، هذا مجتزأ مضيء من رجل أضاء حوالك ليل هذا الطريق الموحش المسمى ''المخدرات''، بل وسخر جهده ووقته لحماية أبناء هذا الوطن الكريم من شرور هذه الآفة الفتاكة، إنه رجل الأمن الأول في وطننا الغالي، نايف بن عبد العزيز - يحفظه الله.
إننا ونحن نتابع إنجازات أجهزتنا الأمنية الباسلة في سبيل القضاء على وباء المخدرات واجتثاث جذورها البغيضة، لا نملك إلا أن نعيش حالتين متناقضتين وممزوجتين مع بعضها البعض في آن واحد، الأولى أن نشعر بأقصى درجات الفخر والاعتزاز بأجهزتنا الأمنية المنيعة، فرحين منتشين بانتصاراتنا المتتالية ضد هذا العدو المستتر ''المخدرات''، والحالة الثانية هو شعورنا بأعمق مشاعر الحزن والخوف على وطننا وعلى أهم أشكال عتادنا، وهم فئة الشباب من شبح المخدرات الذي يتربص بهم في كل دقيقة وبمختلف الأشكال والطرق، ومع هذا فسيبقى يقيننا بالله الواحد الأحد، ثم بقيادة هذا الوطن الأبي - أيدها الله بنصره وتمكينه - ثم بأجهزتنا الأمنية النابهة وأنظمتها الرصينة، وأيضاً بشبابنا المخلص الذين هم أملنا وحلمنا الساكن في أحداق ما نتطلع إليه من بناء ونماء وحضارة تطاول هامات السحاب.
ولعلنا في هذا السياق نلمح إلى الأهمية البالغة، لضرورة التعاون والتنسيق المشترك والمتبادل، ما بين الأجهزة الرسمية كافة، في سبيل دحر غول المخدرات البائس واجتثاث براثنها وتطهير أرضنا المباركة منها، حيث تقوم - مشكورة - وزارة الداخلية من خلال الأجهزة الأمنية التابعة لها بجهود مميزة وخطوات مشرفة حققت عبرها إنجازات قياسية للغاية، الأمر الذي يحتم على بقية المؤسسات الرسمية والخاصة وأيضاً مؤسسات المجتمع المدني، أن تبادر بالتعاون معها وأن تساندها في هذا المجال نحو تحقيق هذا الهدف الوطني المشترك.
كما أهيب بالأهمية القصوى المتحتمة علينا نحن كمواطنين كأفراد كآباء وأمهات وإخوة وأصدقاء وكمجتمع وطني كامل، فكلنا رجل أمن، وكلنا مسؤول، وكلنا مراقب، وواجبنا أن نقدم المساعدة والمعلومة لرجال الأمن كلما استدعى الأمر ذلك، وحول كل ما يثير الاشتباه والشكوك سواء من قريب أو صديق أو زميل أو مجموعة ونحوها.
إن الواجب الرئيس في هذا السياق يقع على عاتق مؤسساتنا التربوية والتعليمية والاجتماعية، التي هي صمام أمان الوطن والمجتمع فكرياً وسلوكياً ومعرفياً، وهو ما يقتضي إعداد استراتيجيات وخطط وبرامج تأخذ في الاعتبار تزايد أخطار المخدرات وأشكال وصولها وإيصالها، وبالتالي توعية وتنوير الأفراد والفئات حول هذا الخطر.
إن خطر المخدرات كما نلحظ لا يقف في نطاق وطني محدد، إنها منظمة عالمية تمددت بصورة تحتم ضرورة التكامل والتعاون الدولي خصوصاً مع الدول المجاورة لمنع انتشار شبكات المخدرات وإحكام القبضة عليها والتقليل من نطاقات تحركها وبالتالي وأدها في وكرها بحول الله.
أسأل الله الكريم أن يكلأ وطننا الغالي بعنايته ورعايته، وأن يحفظ قادته وولاة أمره، وأن يحمي شبابنا من شرور المخدرات وسموم أصحابها ومروجيها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي