«خفافيش وكالات يقولون»

هناك مقولة أسيئت سمعتها واستخدامها ــــ وكالات يقولون ــــ يتخفون خلفها ويدور حولهـــــا «خفافيش الظلام» وهي أن ناقل الكفر ليس بكافر، والحقيقة أنه سند للكافر، بل جدار قصير يركبه الكافـــر، وإني لأتساءل: إن لم يكن كافــــــرا فماذا يكــــــون؟ شاهد زور؟ ملبس؟ متعاون بلغة العصر الحديث؟ ويا ليتهم يقرأون الآية الكريمة مرة أخرى «إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم» النور15، ولعلهم يتقدمون خطوة ويقرأون تفسيرها .. إنه يشيب الرأس، إنه يذهل المرضع عن رضيعها.
فهل يجوز لمسلم أن يبيع الخمر، ثم يتحجج متبجحا بأنه يبيعها فقط ولا يشربها .. وهل تبرأ «حمالة الحطب» .. حمالة الإشاعة والبشاعة .. حتى وإن تكن ليست هي المخططة والآمرة .. فمجرد حملها الحطب .. ينبئ عن تعاونها .. ونيتها المبيتة.
فلا تقول سمعتهم يقولون قولا فرددته .. كالببغاء تردد ما تسمع حتى وإن كان مذمة لها .. وأين يرددونه .. في الصحف .. في الإعلام .. وينشرونه على الملأ .. بل إن بعضهم .. يقبض على ما يكتب أجرة. ألا يدري أنه يقبض جمرا، «لا حول ولا قوة إلا بالله».
والقول مرتبط دائماً وأبدا بالفعل، والعرب تقول إن فلانا عند قوله .. كما تقول إن فلانا إذا قال فعل. كما قال الفلاسفة: في البدء كانت الكلمة.
وإني أختم بقوله تعالي أعز القائلين «يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون» الصف آية 3.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي