«قصة الزيز والنملة»

منذ قرابة العام وتحديدا فى 08/11/2009 كتب (العم) سمير عطا الله مقالاً دعاني فيه (بالصديق) موهما القارئ الكريم أننا متقاربين في العمر، أطال الله عمره وأعمار كل كبار السن. وهو أيضا كبير في المقام وهو من هو.؟!
إلا إنني اعترف بأن رصيدي أكبر من رصيده!
وفي ذلك المقال الأنيق في زاويته التي تكتفي بحمل اسمه في الصفحة الأخيرة من جريدة الشرق الأوسط الغراء دس (مرر) فيها بكل خفة ودقة رموزا عن حكاية الصرار والنملة، قائلا ''وإحنا سيادتك بنسمي الصرار ده الجيز أو الزيز .. وهو يكثر في غنائه في موسم الحصاد .. وفي إحدى مسرحيات الرحابنة يخاطب الصرار نفسه قائلاً ''أنا جيز الحصايد شرشحتني القصايد''.
ومن يومها كل من قابلني ممن قرأ ذلك المقال يسألونني عن حكاية الصرار والنملة، فكنت ابتسم في وجوههم وأدعي الفهم أمامهم، وكأنها سر كبير لا يقال في أي مجلس، حتى ألهم الله أحد كبار الموظفين في الشركة التي أسستها منذ 30 عاما، وأحضر لي قصة الزيز .. والنملة وقال لي هيك قصة أبو خالد خرج تكتب عنها في زاويتك ''تبكيت وتنكيت'' فلما قرأتها، قلت له صارخا ..وجدتها .. وجدتها .. أخيرا صدتها .. آسف .. بل صدتهما ..
''جزاك الله خيرا ياجم الحلو'' أتاري هذه هي القصة التي دخت وداخ أصدقائي في البحث عنها، وخجلنا، لنسأل استأذنا سمير عنها حتى لا يسخر منا ونحن الذين ادعينا وأثبتنا أمامه أننا نعرف كل شيء ونصنع كل شيء في السعودية ونصدرها للبنان وغيره من المعمول للبسكويت للشابورة. واللحوم المبردة والمجمدة طازجة ومفرومة (وحتى معلبات الخضار والفواكه السعودية) التي لا نتعامل بها في شركتنا ولكن غيرنا من المصانع السعودية ينتجها ويصدرها ونجحنا في تمرير(معلبات الخضار والفواكه السعودية)عليه انتصاراً للصناعة السعودية حتى يكتبها في زاويته التي يقرأها القاصي والداني.
ونعود للقصة .. قصة الصرار والنملة، التي دسها استأذنا عطا الله فهي للكاتب والروائي الفرنسي الكبير جان دي لا فونتان، وتقول القصة إن الزيز أو الصرار وبعدما قضى فصل الصيف بكامله بالغناء وجد نفسه عند قدوم فصل الشتاء القارص بدون أي طعام حتى ولا حبة واحدة من القمح فأضطر للذهاب إلى صديقته النملة التي قضت كل فصل الصيف تجمع وتخزن ما استطاعت إيجاده من حبوب وغيرها من فتات محاولا إقناعها بإقراضه بعضاً من هذه الغلة التي جمعتها ليقتات منها، علما أنه سيعوض عليها بعد انقضاء الفصل البارد، فقال لها أرجوك يا صديقتي النملة (ونحن إخوان بالحشرنة) لو تعطيني شيء آكله وسأعيده لك مع الفوائد فأجابت النملة هذا المقترض البائس: ترى ماذا كنت تفعل خلال الفصل الدافئ؟
فأجابها: ليلا ونهارا كنت أغني!!>>
فردت عليه: عظيم، هائل لماذا لا تذهب وترقص الآن وأقفلت الباب في وجهه!!
وللذين سألوني كيف اقتنع سمير عطا الله بالكتابة عنك وعن شركتك السعودية، وهو من هو، بينما لم يكلف نفسه أي من صعاليك الصحافة في وطنك الكتابة ليس فقط عن شركتك الصغيرة وآلاف الشركات الصغيرة والمتوسطة، بل حتى عن ''سابك'' إلا إذا كان نقدا ومذمةً، كنت أجاوبهم هكذا ديدنهم:
صما بكما: زادهم الله: صما وعميا وبكما، ومبدئهم دائماً وأبداً: أن لا كرامة لنبي في دار قومه، أما عن استأذنا سمير عطا الله فأقول لمن سألوني وهم كثر أنها كانت مفاجأة كبيرة ومفرحة بل ومفخرة لي ولأسرتي ولشركتي ولمن يهمه نجاح شركاتنا الوطنية من مواطنينا الكرام.
وهـــا أنــــا ذا أحــــاول أن أسدد جـــزأ يسيراَ من دينه في هذه المقالــــة، واحدة بواحدة ، والبادئ أكرم.
وسلامتكم ،،،

ملاحظة قاسية
أقول لمن لم يتحمل حديثي: رجـــــاء اقرأ مرة أخرى عنوان الزاوية:
والتبكيت، كما أفادنــــي: دكتورنـــا القديـــــر عبد الله الغــذامي: جــــــزاه الله خيرا هو''اللوم بقسوة!!'': نتيجــة ''للحب بعنف!!'': وهذه الأخيرة من عندي والله يسلم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي