(الاستثمار في التعليم) «2» الجامعات السعودية الأهلية .. مثالاً
تحدثنا بالأمس عن نجاح الاستثمار في قطاع التعليم الأهلي – المستوى الثانوي فما دون – في مدينة الرياض، والنجاح الكبير الذي يصادفه هذا القطاع.
واليوم نتحدث عن قطاع التعليم الجامعي الأهلي في الرياض، الذي تقوده عدة جامعات رفيعة المستوى من ناحية حداثة تأسيسها، وروعة مبانيها، وقوة مناهجها بحيث أصبحت مقصدا رئيسيا للباحثين عن التميز والتفوق في التعلم من شبابنا الناهض سواء بنين أو بنات، وهي جامعة الأمير سلطان، جامعة اليمامة، وجامعة دار العلوم، وجامعة الفيصل، والجامعة العربية المفتوحة، وزخم كبير من الكليات المتخصصة. وقس على ذلك جامعات باقي مدن المملكة.
وهذا لعمري مدعاة فخر واعتزاز لكل المواطنين، ويحسب للمسؤولين في وزارة التعليم العالي كما يحسب لأصحاب هذه المبادرات الكريمة من رجال الأعمال والمسؤولين والمتخصصين الذين قادوا هذه المسيرة العلمية الرائدة.
ونحن نعلم أن هذا كله لم يكن ليحصل، لولا توفيق الله، ثم عزيمة، وإصرار، وتوجيه، ورغبة، (والد الجميع)، رائد النهضة التعليمية بجميع مستوياتها، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ حفظه الله.
والحقائق التالية تثبت وتؤكد ما قلته على قلة ما يحضرني منها الآن:
- تخصيص 50 في المائة من ميزانية الخطة الخمسية القادمة وقدرها 1.5 تريليون ريال للإنفاق على الموارد البشرية من تعليم وتدريب.
- ابتعاث ما يقرب من 100 ألف طالب وطالبة للتحصيل العلمي الجامعي في مختلف دول العالم.
- الابتعاث الداخلي لجميع الجامعات الأهلية حتى وصل ببعضها إلى نسبة 50 في المائة من جميع طلابها.
- بناء جامعة الملك عبد الله في ثول (كاوست) وهي الجامعة المهمة والفريدة في نوعها ومنهجها وأهدافها والمعروفة عالميا.
- بناء مدينة جامعة الأميرة نورة في الرياض وهي المدينة الجامعية المقامة على خمسة ملايين متر مربع من أكبر وأحدث الجامعات في العالم والتي نتوقع أن تحدث قفزة عظيمة في مفهوم التعليم الجامعي النسائي.
- الدعم المالي والمعنوي لكل من نهض لإقامة جامعة أهلية في مختلف مناطق المملكة.
- زيادة عدد الجامعات الحكومية من سبع جامعات إلى 34 جامعة في فترة قصيرة جدا لا تتعدى خمس سنوات. وتوزيعها على مختلف محافظات ومناطق المملكة.
وبالمناسبة نحن ما زلنا نذكر قبل عشر سنوات فقط عندما كان أبناؤنا الراغبون بالدراسات الجامعية مبعثرين ما بين الجامعات الأهلية في الدول العربية ومنها جامعات اليمن، وجامعات الأردن، وجامعات مصر، وجامعات لبنان، حتى إن بعضها كان يعتمد على الطلاب السعوديين .. وأذكر أن جامعة أهلية أنشئت في صحراء العريش في مصر ووجدناها مملوءة بالسعوديين. ولا أقلل من شأنها هنا، ولكن أذكر مدى تعطش شبابنا للعلم وقلة أو ندرة الجامعات الأهلية لدينا فقط منذ عدة سنوات. ولم يبق إلا جامعات الصومال. مع تقديري لظروفها الصعبة.
وأعود هنا فأكرر: حلق يا شباب الوطن .. فأنتم تعيشون الفترة الذهبية في تاريخ المملكة العربية السعودية.
وللحديث بقية. وسلامة أبو متعب. وسلامتكم.